الإقتصاد

ابن شلهوب: مزاد جدة احتضن أغرب وأقدم القطع.. العود .. من قوافل الحج إلى تجارة عالمية

جدة – عبدالهادي المالكي
تصوير – خالد بن مرضاح

بدأت حكايته عندما أتى محمولاً مع قوافل الحجيج ، ليترك العود آثاراً عطرة وبخوره ودهنه المعتَّق على درب البخور، ويتحول من تاريخٍ إلى مشروعٍ تجاريّ عالمي. وظلَّ العود حاضراً في كلّ المواسم، يعطّر البيوت والمناسبات الاجتماعية وينثر عبيره بين هبّات دفئها. وللعود مكانة خاصة في قلوب عشاقه في الخليج، لأسبابٍ تتعلق بأصالة مستخلصاته وعبقه الذي ارتبط بالعادات والتقاليد والموروث الاجتماعي.
أسواق العود والبخور من التجارات الهامة للعديد من دول العالم وفى السعودية ومنطقة الخليج العربى بشكل خاص، نتيجة لكثرة الطلب عليهما. لذا تشهد هذه التجارة تطوراً مستمراً تعكسه الخدمات المصاحبة للحملات الترويجية، وأقيمت في الآونة الأخيرة العديد من المعارض عكست روح التنافس بين شركات العود العديدة، بخاصةً أنَّ المملكة تستهلك ما يقارب 65 % من حجم سوق العود العالمية. وقد بلغت وارداتها من خشب العود “البخور”، نحو 861 كيلوغراماً، بقيمة مالية بلغت 113 مليون ريال (30 مليون دولار). وبلغت واردات دهن العود لعام 2018، 14.569 كيلوغرام، بقيمة مالية بلغت 38 مليون ريال (10 ملايين دولار).


وكانت وما زالت للعود مكانة كبيرة في السعودية، تم استخلاصها من قصص الحضارات والتاريخ وأصالته التي يزيدها الإشعال طِيباً، ليتربَّع مكانةً مميزةً سيّداً على عطور الشرق.
قيمة عالية
يؤكد خبير العود والعطورات الشرقية والمزادات عبدالعزيز الشلهوب ، أن مدينة جدة وسكانها عُرفوا منذ القدم باستقبالهم لحجاج بيت الله الحرام من جميع دول العالم بصفة عامة ومن دول شرق اسيا بصفة خاصة مما جعلهم من خبراء العود واحتضانهم لأغرب وأقدم قطع للعود والعنبر والتي تصل بعضها الى اكثر من 60 عاما وصلت الى قيمة عالية خلال المزاد الذي أقيم مؤخرا بـ”معرض العطور عبر العصور” في جدة.

وقال بن شلهوب في حديثة للبلاد: أجد سعادة عندما أقيم مزاداً للعود بجدة لأنني اكتشف في كل مزاد بقطع اثرية قديمة من العود ونادرة ، وقد شهد المزاد هذا العام اقبالا كبيرا من قبل أصحاب النوادر من العود حيث رأيت قطعا لم أرها من قبل ، ويعلم أصحابها ان هناك من يقدر هذه القطع ، وقد امتلكت إحدى الشخصيات المعروفة قطعة وزنها قرابة 313 جراما بلغ سعرها 73 الف ريال .اما عن اجمالي المبيعات في المزاد خلال الأربع أيام ، فقد تجاوزت مليون ومائتين الف ريال.
أخيرا سألته عن طريقة كشف نقاء العود لمعرفة الطبيعي من المحسن قال : المحسن يأتي بشكل واحد ورائحة واحدة لا تختلف في جميع القطع ، أما العود الطبيعي فيوجد اختلاف بين أصنافه من حيث الشكل والرائحة ودرجة التركيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *