ذكريات

المؤرخ والكاتب محمد القشعمي: (البلاد) تمتلك مفاتيح التاريخ

حاورته – مها العواودة

يستعيد المؤرخ والكاتب محمد القشعمي بشفافية مطلقة من أقاصي ذاكرته تفاصيل حياته في قريته « العقل « التابعة لمحافظة الزلفي ، كما يستعرض بلغة رشيقة كيف أن مذاق اللحم لم يكن ميسورا في السنين الخوالي بل كانت وجبات الطعام رهن مرض حيوان يتم ذبحه وتوزيع لحمه على جميع سكان القرية، أو لحوم عيد الاضحى المبارك، ومن تفاصيل هذه الحياة بدأت رحلته، وفي الراهن نجد أن الاشعاع الحضاري هو السمة البارزة في المملكة ، إشعاع يستمد حراكه من الرؤية 2030 ، وقصة حياة المؤرخ والكاتب محمد القشعمي في حد ذاتها تمثل تأريخا لحقب مهمة في مسيرة المملكة وربما منطقة الخليج العربي. يقول القشعمي عن مسقط رأسه العقل إنها قرية مهجورة لا يصلها القوت إلا بشق الانفس. أما هذا القوت فلم يكن يشمل اللحم الا في عيد الأضحى أو حين يمرض أحد الحيوانات ويتحتم ذبحه وتوزيع لحمه على الاهالي ..

كان هذا في سنوات مضت ، ولم تكن قرية القشعمي تأكل الارز وتشرب الشاي ولا يرتدي ساكنوها الأحذية والملابس الداخلية .. ومن هذه القرية المهجورة خرج القشعمي الى عوالم واسعة ومضيئة ومختلفة قادته الى الرياض وجدة ومكة المكرمة وقطر والعراق. ويروي القشعمي انه تنقل بين عدة كتاتيب قبل ان يلتحق بمعهد الرياض العلمي الذي تركه لينخرط في حياة عملية بدأها كاتبا في رعاية الشباب .. وبين الحياة القديمة في قريته المهجورة كما وصفها القشعمي والوقت الحاضر حيث تنعم المملكة بالرخاء والاستقرار والتنمية المستدامة تتكئ ذكريات القشعمي على محطات كثيرة أتاح اوراقها في حوار مع «البلاد»: ليتحدث عن تطور اهتمام المملكة بالشباب والرياضة والتاريخ والأدب مؤكدا انه قام بدوره في تسجيل التاريخ الشفهي لرموز المملكة وينحو باللائمة على الجامعات السعودية وتحديدا أقسام التاريخ بها متهما اياها بالتقصير بحق الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وملحمة تأسيس المملكة .. وفي هذا الحوار مع «البلاد» دعاها الى تصوير ما كتب خلال الفترة من 1350 – 1360 ه واصفا الصحيفة بأنها تمتلك مفاتيح التاريخ.

 

• لنعد الى البدايات وذكريات السنوات الخمس الأولى من حياتك في قرية « العقل « شمال مدينة الزلفي وكتاب القرية وحياتها .. ماذا بقي من هذه البدايات في عقل ووجدان المؤرخ القشعمي ؟ وكيف وجدت «العقل» في آخر زيارة قمت بها إليها؟
•• الطفولة والبدايات كانت صعبة، ولدت في بيئة فقيرة وفي قرية مهجورة لا يصلها القوت إلا بشق النفس لصعوبة طريقها. فالقرية كغيرها مما يحيط بها اسمها (معقرة) تحيط بها كثبان الرمال من جميع جهاتها ولهذا تسمى (العقل) أو (النقرة) تستفيد من مياه الأمطار الشحيحة يغرس بها النخل ويزرع بها الزرع الموسمي كالقمح والشعير والذرة وقليل من الخضروات خصوصاً اليقطين (القرع) .
ولدت في الجزء الغربي من القرية يسمى (عتيِّق) والتي تسكنها أسرتان كل منها مستقل والمنزل وسط المزرعة.
عرفت الحياة مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م، نأكل من إنتاج القرية التمر والقمح والقرع فقط، أحياناً تكون الوجبة من القرع فقط، اللحم لا نعرفه إلا في عيد الأضحى أو إذا تعرض أحد الحيوانات للمرض وخصوصاً الجمال أو الغنم تذبح ويشترك بلحمها أهل القرية كلهم ومن «العيب» أكل لحم البقر أو الدجاج، ولا نعرف الرز أو الشاي.
فقط القهوة للرجال لا نعرف لبس الأحذية أو ما يسمى الآن الملابس الداخلية ننام على الأرض صيفاً وشتاءً فقط تتولى الوالدة تغطية أطفالها بما يتيسر.
وسيلة المواصلات الحمير والجمال، لم تعرف القرية السيارة إلا مؤخراً، هجرها أهلها إلى المدينة (الزلفي)، ولكنهم يعودون إليها فقط لسقيا النخيل والعناية بها وقت طلوع ثمرها. وجدتها مؤخراً وقد أصبحت أعجاز نخل خاوية.

مطار الرياض غرفة وخيمة
• بعد عدة مدارس في مراحل مختلفة استقر بك المقام في معهد الرياض العلمي. ويبدو انك لم تكمل دراستك فيه وانخرطت في العمل مبكرا .. لماذا ؟
•• كنت الطفل الوحيد بين أبناء العم الأكبر مع أختي التي تكبرني قليلاً، والدي يسافر للرياض لطلب العلم الشرعي ويبقى أحياناً لأكثر من سنة وإذا عاد لشهر أو لشهرين يكون موزعاً بين زوجتين، والدتي وضرتها في الجهة الجنوبية من الزلفي (العقدة).
في الرابعة من عمري رافقت من يكبرني من أبناء عمي للقراءة لدى عبدالرحمن الثنيان بوسط القرية واسمها (الصبخة) في عشة بجوار منزله، ووقت زراعة القمح وحمل النخل ينقلها إلى مزرعته . وانتقلت مع والدتي إلى الرياض للالتحاق بوالدي وعمري خمس سنوات، وبعد أشهر التحقت لدى ابن مفيريج مؤذن مسجد الشيخ محمد ابن إبراهيم مفتي المملكة، وبعد عدة أشهر انتقلت لآخر لديه طلاب كثر يسمى محمد بن سنان من أبناء اليمن المهاجرين للمملكة، وكان في مسجده المسمى مسجد الجفرة، بدأت أحفظ قصار السور. وبعد سنة ونصف السنة التحقت أول مدرسة نظامية (المحمدية) ولكوني حافظاً لبعض سور القرآن وضعوني بالسنة الثانية. وفي هذه الأثناء توفي الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ـ، وعدت مع أمي إلى الزلفي حيث درست السنة الثالثة. وفي عام 1954م استدعاني والدي للبقاء إلى جواره لكوني أكبر أخوتي الصغار ولكونه سيصوم رمضان في مكة المكرمة ، وركبت الطائرة معه لأول مرة. خرجنا لمطار الرياض من الفجر وإذا هو غرفة واحدة وخيمة، وركبنا بلا تذاكر بل سجلت اسماؤنا بورقة ووصلنا مطار جدة بعد الظهر، وذهبنا إلى حارة بعيدة عن جدة بحوالي 10كم تسمى مدينة آل فهد بكيلو خمسة وبقينا العشر الأوائل من رمضان.

 

أيام الصبا في مكة المكرمة
انتقل الجميع إلى مكة المكرمة في منتصف الشهر، اصبح والدي يقضي يومه بالحرم من صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء، نذهب إلى موقف الحافلات (خط البلدة) من الحرم إلى قرب سكن آل فهد في حي الزاهر وهو منعزل عن العمران، وبه كلاب تنبح، نمشي لربع ونصف ساعة ثم نصل للقصور، فيبدأ الوالد يؤمهم لصلاة التراويح، وبعد نهاية الصلاة يدعوني والدي لقراءة بعض المواعظ في كتاب (رياض الصالحين) أو (اللؤلؤ والمرجان في فضائل رمضان) وكان يصحح لي والدي عندما أتعثر في القراءة. بعد ذلك نتعشى وننام، وقبيل الفجر نتناول السحور وتنقلنا سيارة إلى الحرم، وفي الظهر يعطيني والدي ربع ريال لأذهب لشراء خبزة (صاموليه) وكاس شربيت (توت) فكنت أوفر قيمة الشربيت واستأجر دراجة (أم ثلاث عجلات) لمدة ربع ساعة ، وبعدها مررت على باب السلام فوجدت كتبا مصفوفة منها كتيبات صغيرة عليها رسوم، تهجيت عنوان أحدها وإذا هو (الدين والحج) لطبيب أسنان اسمه عباس كراره، وعلى الغلاف صورة رجل محرم. فوفرت قيمته ربع ريال بعد عدة أيام واشتريته وكتبت عليه كما كنت أرى طلبة العلم يكتبون على كتبهم: (ملك الله ثم ملك الفقير إلى ربه محمد بن عبدالرزاق القشعمي من أهالي معقرة بالزلفي) ومن هناك بدأ تعلقي بالقراءة.

 

قرأت أدب الدنيا والدين
بعد عودتنا إلى الرياض التحقت مرة أخرى بالمدرسة المحمدية بالسنة الرابعة وبدأت اقرأ الكتب الشعبية التي استهوتني لسهولتها مثل: تودد الجارية، الزير سالم، عنتر بن شداد، تغريبة بني هلال، سيف ابن ذي يزن، ومجلات الأطفال المصرية، سمير والسندباد. ثم التحقت بالمعهد العلمي بالسنة الأولى تمهيدي عام 1376هـ – 1956م، وبدأت تصدر مجلة الروضة لطاهر زمخشري وكانت تصدر مرتين في الشهر، بدأت مع مجلة العربي الكويتية عند صدورها وخصوصاً عند مجيء أحمد زكي رئيس تحريرها عام 1958م واجرى استطلاع عن الرياض (أعرف بلادك أيها العربي)، ازدادت رغبتي بالقراءة فمن أدب الدنيا والدين إلى جواهر الأدب إلى ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وغيرها.
انفتح الباب بعد انتقالي للمرحلة الثانوية عام 79-1380هـ 1960م فبدأت أقرأ لسلامة موسى وساطع الحصري.

 

لم أفلح في التحكيم
• كانت بدايتك مع العمل الحكومي موظفا في رعاية الشباب وكانت حينها تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتنقلت بين عدة مدن وعدة مناصب .. كيف كانت مهمتك بين شح الإمكانيات والرغبة في توفير رعاية شاملة للشباب في ذلك الحين؟
لم أستطع الاستمرار بالدراسة لظروف اجتماعية اضطرتني للانقطاع والبحث عن عمل، وبعد سنة نجحت في اختبار القبول بوظيفة كاتب بإدارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية .وعند انتقال إدارة الرياضة من وزارة المعارف إلى الوزارة الوليدة بدأت العمل في 4/7/ 1382هـ 1962م بأربعة موظفين يديرها عبدالله العبادي ومعه محمد الزايدي وفي الغرفة الأخرى الموظفين فهد الجوعي وناصر البراكة وعبدالرحمن العليق والممثل عبدالعزيز الهزاع. والسوداني عبدالعزيز عبدالرحيم (مترجم) وخبيرين رياضيين المصري أمين شعير والسوري تيسير مشنوق، ويوجد ملعب شعبي ترابي يسمى ملعب الصايغ بمدرجات بدائية. أذكر أنه يحضر للإدارة ثلاثة أشخاص أثنان طلاب بالجامعة هما خالد المالك وسليمان العيسى وموظف هو عبدالرحمن الدهام انضم لهم عبدالرحمن الموزان وناصر النفيسة وعبدالرحمن المعثم وتنظم لهم بالإدارة صباحاً دورة تدريبية نظرية عن التحكيم يُرسم الملعب بالطبشور ويبدأ إلقاء المحاضرات من قبل تيسير مشنوق وأمين شعير والتطبيق العملي بملعب الصايغ عصراً. أخذتني الجرأة وسجلت معهم ولكني لم أفلح.

 

قطر بلا فنادق
قبيل عطلة عيد الأضحى 1382هـ 1963م حضر للإدارة رئيس النادي الأهلي بالرياض محمد الصايغ وقال إن دعوة وجهت لهم من نادي العروبة بقطر للعب معهم مباريات ودية وطلب موافقة الوزارة ومساعدتهم بحافلة تنقلهم إلى هناك، ووافق الوزير عبدالرحمن أبا الخيل ورافقتهم أنا ومحمد الزايدي، وهناك لم نجد سكناً مناسباً إذ سكنا في ما يشبه المستودع ببيبان يشبه أبواب الدكاكين السابقة أي يرفع إلى الأعلى، وقد أحضرنا الفرش وصفت بجوار بعض، وفي اليوم التالي وجدنا على البحر مبنى صغيراً من ست أو سبع غرف أفضل من السابق فاستأجره النادي واستغل سطحه لسكن اللاعبين والغرف للمدرب والإداريين. ولم يكن وقتها يوجد بقطر غيره مما يسمى فندقاً. وجدنا مكتبة وحيدة هي مكتبة التلميذ تعرفت على ابن صاحبها عبدالله حسين نعمة الذي دلني على كتب ومجلات منها ما أوصاني عليه صديقي محمد العجيان (ماذا جرى في الشرق الأوسط) وديوان بدر شاكر السياب شناشل بنت الجلبي، واشتريت كتاب تجارة الرقيق في الشرق الأوسط للفرنسي سين أوكلاغان، وكتاب أبو طالب مؤمن قريش لعبد الله الخنيزي وغيره ومجلات مصرية ولبنانية لم يكن متاح وجودها بالمملكة. أذكر من بين اللاعبين عبدالله نور الأديب فيما بعد، وأن المدرب السوداني السر سالم عندما رأى أن فريقه مهزوم أرتدى ملابس أحد اللاعبين الاحتياط ودخل الملعب واستطاع مع غيره إنهاء المباراة بالفوز. وجدت عبدالله نور يقرأ على اللاعبين كتاب نازك الملائكة (الشعر المعاصر) فاعتقدت أن أحدهم قد أوصاه لشرائه ولكنني في اليوم التالي وجدته يقرأ الصفحات الأخيرة منه.

 

في العراق آفاق أوسع
في العام التالي سافرت في عطلة شهر رمضان مع صديقي محمد العجيان إلى العراق مروراً بالكويت، وفي مكتبات شارع المتنبي ببغداد اقتنيت كثيراً مما لفت نظري واحتجته من الروايات الشهيرة لنجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والأم لمكسيم جوركي، والبؤساء لفكتور هيجو، وما نقصني من كتب سلامة موسى، وساطع الحصري. ووجدنا بمكتبة البيان لصاحبها علي الخاقاني مجلة بهذا الاسم كان يصدرها ودلنا على مجلد فيه مجموعة أعداد تتبع فيه تجارة الرقيق قبل نحو عشرين سنة حيث تخطف العصابة الأطفال من حدود إيران وتهربهم إلى الخليج لبيعهم.
وفي عام 1385هـ انتدبت لشمال المملكة لتسجيل الأندية الرياضية التي سبق أن تقدمت بطلب تسجيلها في الجوف وعرعر ورفحا وطريف وتبوك، وتعرفت على جزء من بلادي لم أره من قبل وكسبت صداقات ما زالت حتى الآن.

رحلتي مع القسم الأدبي
• انتقلت للعمل في القسم الأدبي بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ..ما هو الدور الذي كنت تؤديه تحديدا ؟
•• في عام 1388هـ اشترت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ملعب يعقوب الدوسري في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية وكلفت بإدارته حتى عام 1393هـ حيث انتقل عملي بعدها مديراً لمركز تدريب الناشئين بالقصيم، ومنها إلى إدارة مكتب رعاية الشباب بمدينة الأحساء، ثم مديراً لمكتب مدينة حائل من عام 1395 حتى 1401هـ عدت بعدها إلى الرئاسة بالرياض وكلفت برئاسة القسم الأدبي بالإدارة العامة للشؤون الثقافية، إضافة لأمانة جائزة الدولة التقديرية للأدب، وسكرتارية الأسابيع الثقافية، وإصدار سلسلة (هذه بلادنا) حتى عام 1414هـ حيث تقاعدت عن العمل مبكراً، وتعاقدت مع مكتبة الملك فهد الوطنية عند إنشائها حتى عام 1440هـ .

 

تسجيل التاريخ الشفهي
• الى أين وصل المشروع الذى توليته لتسجيل التاريخ الشفهي للسعودية ؟ ومن هم أبرز من التقيتهم ضمن المشروع من كبار الأدباء ورجال العلم والتعليم والسياسة؟
•• مشروع تسجيل التاريخ الشفوي بدأته فور التحاقي بالمكتبة في 15 /4/ 1415هـ. ولدي حالياً مشروع كتاب سيصدر قريباً باسم (تجربتي مع التاريخ الشفوي) وفيه مقدمة واضحة عن بدايات اهتمام المؤرخين به مع بداية الحرب العالمية الثانية 1940م إذ وجدوا أن عدداً كبيراً ممن يحتفظ بمعلومات تاريخية وغيرها من كبار السن يموتون سواء بالكبر أو بالحروب ولهذا بدأ في بريطانيا التسجيل مع كبار السن. وإصدار دوريات خاصة في أوروبا، ومنها انتقل إلى بعض الدول ومنها المملكة قبل نحو 40 سنة بدءاً بمركز أبحاث الحج التابع لجامعة الملك عبدالعزيز فرع مكة المكرمة، ثم بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، ثم مكتبة الملك فهد الوطنية، ودارة الملك عبدالعزيز.
وبناءً على طلبكم أذكر بعض الأسماء المهمة التي سجلت معها فهم: عزيز ضياء، محمد علي مغربي، محمد علي خزندار وأبنه عابد، عبدالله بالخير، حسين عرب، عبدالكريم الجهيمان، فهد العريفي، عبدالله بن خميس، عبدالله الجشي، عبدالحميد الخطي، عبدالله النعيم، محمود طيبة، عبدالله عمر نصيف، عبدالله عبدالجبار، محمود عارف، عبدالله مناع، عبدالفتاح أبو مدين، محمد هاشم رشيد. ومن كبار الضباط: حمود الخلف، حمد الشميمري، سليمان الجارد، يوسف السلوم.
والممثل: عبدالعزيز الهزاع، ورائد الرياضة في المنطقة الوسطى عبدالرحمن بن سعيد، ورائد الرياضة بجدة عمر عبدربه، والفنان التشكيلي: عبدالحليم رضوي وزميله عبدالجبار اليحيا.
ومن رجال الأعمال: علي الريس، عبدالعزيز الشويعر، أحمد فتيحي.
ومن رجال العقيلات والرحالة: صالح البازعي، وبراك ويونس البراك، ويعقوب الرشيد.
ومن المشائخ: محمد السبيل، عبدالله بن عقيل، عبدالله الفالح، إبراهيم الضبيعي، هاشم النعمي. وشعراء وتربويون وتجار وأدباء وغيرهم.

هؤلاء منحوني الجائزة الكبري
• ماهي أبرز الجوائز التي حصدها المؤرخ محمد القشعمي؟
•• حصلت على جوائز كثيرة أولها جائزة الأمير سلمان لتاريخ الجزيرة والخليج العربي عام 2006م عن بحث (وكلاء الملك عبدالعزيز وممثليه بالخارج) والذي تحول إلى كتاب إذ كان السلطان عبدالعزيز قبل توحيد المملكة يعتمد على التجار ممثلين له في بعض الدول كالهند ومصر والعراق والشام والكويت والبحرين، ولم يكتب عنهم ما يكفي فتتبعت أخبارهم وكتبت عنهم لأول مرة وحصلت على جائزته حفظه الله.

دور مهم لــ»البلاد»
وأرى أن تصوير جريدة صوت الحجاز يمثل مرحلة مهمة ودورها هنا في تصوير ما كتب من عام ٥٠ هجري إلى ٦٠ هجري مهم جدا كون مفاتيح التاريخ وقعت فيها.. وفيها لمحات تاريخية واجتماعية وثقافية واقتصادية، ويستطيع المؤرخ أن يجد فيها مفاتيح بحثه ونصوصاً مهمة بإمكانه أن يستكملها.
وكثير من المؤرخين والمشتاقين وأقسام الجامعات هم بحاجة لخطوة جريدة البلاد هذه لأنها وصلة تاريخية.
كما ان الدارة ومكتبة الملك عبد العزيز لها دور مهم جدا ايضا في هذا الموضوع فهي تحاول لملمة كل ماكتب وأصدرت مؤلفات وكتب مترجمة من آخرين جاءوا للمملكة لكنها للأسف تصدر ولا تأخذ الأبعاد التوثيقية المتفق عليها فالأفضل إشراك أقسام التاريخ في الجامعات السعودية لتجتمع ويكون لهم منهج ودور يقوم كل واحد بعمله لتوحيد هذا الدور.

 

قمت بدوري
• الا ترى ان الاجيال الحالية التي تنعم برغد العيش والاستقرار بعد مرحلة جوع وخوف ومرض بحاجة لمعرفة ارثها التاريخي خاصة اننا نرى تسليطاً للاضواء على شخصيات اقل اهمية من رموز كثير من المجتمعات
•• قمت بدوري وبما أستطيعه من خلال تسجيل التاريخ الشفهي في مكتبة الملك فهد مع شخصيات كان لهم دور في العمل السياسى الاقتصادي اعطوا لمحات عما كان يجري قبل تسعين سنة في المملكة.
وأيضا عندي كتاب «اعلام في الظل» وقمت بترجمة ٥٣ شخصية كل في مجاله من أطباء شعبيين تجار وعسكريين رياضيين، وقبل أشهر صدر من نادي جازان الجزء الثاني به ايضا ٥٠ شخصية من كل المجالات وسيصدر الجزء الثالث في نادي المدينة خلال الشهر القادم به ٥١ شخصية.
بالإضافة إلى تأليف كتب مستقلة عن آخرين مثل عبد الكريم الجهيمان وعابد خزندار ومحمد صالح نصيف رائد الصحافة في الحجاز واحمد السباعي ومحمود البدر والفت حوالي ثمانية كتب عن الصحافة المبكرة وعملت تراجم لكل من تولى رئاسة تحرير اكثر من ٨٠ رئيس تحرير.
أشكر المسؤولين في جريدة البلاد وأرجوهم العمل على تصوير أعداد جريدة (صوت الحجاز) والبلاد امتداد لها خصوصاً أعدادها قبل الحرب العالمية الثانية من عام 1350هـ إلى 1360هـ من العدد الأول حتى العدد 592 فهي تحوي مواضيع اجتماعية وثقافية وتاريخية مهمة لا يستغني عنها الباحثون والدارسون، وأرجوا أن نرى ذلك قد تحقق فعلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *