اجتماعية مقالات الكتاب

لنُعِد التواصل الحقيقي

أصبحت السوشيال ميديا محور التواصل ولغة التحاور بين الجميع ، فكل شخص لديه حياته الإلكترونية الخاصة التي يعيشها ويستقبل بها أصدقاءه وعائلته أيضاً، فأصبح واقعنا الآن افتراضيا يعتمد على الانترنت وإدمان شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، فلم يعد لدينا الوقت الكافي لنعيش حياتنا الواقعية حيث سيطر علينا هذا العالم الافتراضي ولم نعد نستطع الاستغناء عنه لساعات لنغذي التواصل في الواقع الطبيعي.

لقد أصبحنا نشعر بالضيق والفراغ عند انقطاع الانترنت لساعات وليس أياما، أو تعطل تلك الوسائل، حيث يؤثر على المزاج العام وكأنها أعراض انسحابية لأي إدمان ، وأصبحت وسائل التواصل الإدمان الالكتروني الذي سيطر على أفكارنا ويتحكم في علاقتنا الاجتماعية ، التي جعل منها علاقات عابرة بلا جذور، ويسرق أوقاتنا الغالية التي كانت تجمع الأسرة وتبني صداقات حقيقية، فأصبحنا نتجول بالساعات على شبكة الانترنت ونتنقل بين الصفحات مثلما بديلا عن غرف منازلنا، وباتت الدردشة على الانترنت كدخان في الهواء، الأمر الذي أثر على علاقاتنا الاجتماعية وجعل البعض يصاب بالرهاب الاجتماعي.

ليس هذا فقط ، بل أصبح من السهل على أي شخص برمجة أفكار الآخرين عن طريق الانترنت ، وكأنهم مغيبون وينقادون وراء أي تطبيق أو لعبة جديدة دون التفكير في مدى تأثيرها السلبي.

هنا يجب على الأسرة ضبط مثل هذا الإدمان والخروج من دائرته إن كان تواصلا افتراضيا أو تسلية وألعابا، والانتباه أكثر لأولادهم وتحذيرهم من الألعاب الخطيرة ، والعمل على توفير بدائل وجذبهم لوسائل مفيدة تبني عقولهم ونفسيتهم وعاداتهم السليمة، كما يجب التعاون مع مجتمعنا في حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية وكل ما هو مفيد، والتوعية بكل ما يهدد أجيال المستقبل.

الانترنت سلاح ذو حدين يؤدي استخدامه الخطأ إلى سرقة أشياء جميلة من نفوسنا ، ويؤثر على المجتمع ، وهو ما يجب الانتباه له لنحافظ على صحتنا البدنية والنفسية والروح الجميلة في دواخلنا ومجتمعنا.

jeje15680@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *