متابعات

صناعة الصلب السعودية والفرص الواعدة..

مجمع (حديد) بالجبيل من أكبر مجمعات الصلب المتكاملة في منطقة الشرق الأوسط

 

تتبوأ المملكة المركز العشرين عالميًا من حيث الطاقة الإنتاجية للحديد والصلب، كما صُنِّفت في المركز الرابع بقائمة أكبر منتجي الصلب باستخدام عملية الاختزال المباشر الصديقة للبيئة، وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لمصانع الصلب السعودية حوالي18 مليون طن، فيما يبلغ حجم سوق الصلب في المملكة حوالي 12 مليون طن.

 

وفي قطاع الصناعات التعدينية تعد المملكة العربية السعودية أكبر مساحة    في الشرق الأوسط، وتحتل المرتبة الثالثة عشرة عالميًا من حيث وفرة وتنوع المعادن والموارد المعدنية. وتسعى مصانع الحديد والصلب السعودية إلى اغتنام هذه الفرص الواعدة لتنمية صناعات الصلب لديها كَمِّيًا ونوعيًا، وتشمل مشاريعها الاستراتيجية مواصلة الاستثمار في التعدين لضمان استدامة واردات المواد الخام، واستكشاف أوجه التعاون مع الجهات الحكومية والاستثمارية، والاستفادة من مبادرات (الرقمنة) لتحسين التكلفة.

 

نقطة البداية:

 

دخلت المملكة عصر صناعة الصلب بالصورة الشاملة عبر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التي لعبت دورًا متعاظمًا في صناعة النهضة العمرانية التي تعم أرجاء المملكة، وتمتد إلى البلدان الشقيقة والصديقة. وتحظى منتجاتها بإقبالٍ مُتنامٍ لتمتعها بالجودة الرفيعة والمواصفات العالية التي تميزها عن المنتجات الأخرى المستوردة.

 

توجه (سابك) منتجاتها المعدنية إلى الأسواق المحلية والعالمية عبر شركتها (حديد) المملوكة لها بالكامل، ويعد مجمعها بمدينة الجبيل الصناعية من أكبر مجمعات  الحديد والصلب المتكاملة في منطقة الشرق الأوسط، [BSN1] ويجري خلاله إنتاج باقة واسعة متنوعة من منتجات الصلب الطويلة والمسطحة، ملتزمًا أرفع مستويات الأداء من حيث الكفاية والموثوقية، وأعلى معايير الأمن والسلامة والصحة المهنية، وتبنِّي مبادئ الاستدامة الصناعية، وتقديم القيمة العالية للعملاء والزبائن في الأسواق المحلية والعالمية.

 

 

 

 

 

حديد (سابك):

 

تشكل الصناعات المعدنية حلقة أساسية في صناعات (سابك) الاستراتيجية، وقد تأسست الشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) في 25 مارس 1979م ويقوم إنتاجها بشكل أساس على خام الحديد، الخردة الحديدية، خليط من العناصر الكيميائية لتحسين خواصها الميكانيكية، والغاز الطبيعي. وقد دخل مجمعها مرحلته الإنتاجية الأولى عام 1983م بطاقة سنوية 800 ألف طن متري من قضبان وأسياخ التسليح، وواصل تحقيق أعلى المعدلات الإنتاجية، ما شجع (سابك) على توسعته عدة مرات لتتجاوز طاقته السنوية ستة ملايين طن متري؛ متضمنة حوالي أربعة ملايين طن منتجات طويلة، ومليونيْ طن منتجات مسطحة، شاملةً في مجملها قضبان وأسياخ التسليح، لفائف الأسلاك المدرفلة على الساخن، لفائف قضبان حديد التسليح، لفائف مسطحة مدرفلة على الساخن “الحديد الأسود”, لفائف مسطحة مدرفلة على البارد, واللفائف المسطحة المجلفنة.

 

 

 

التنمية العمرانية والتنمية الصناعية:

 

أسهم مجمع(حديد) بدور بارز في صناعة النهضة العمرانية التي تعيشها المملكة والبلدان الشقيقة المجاورة وغيرها من الدول الصديقة. وقد شكل حديد (سابك)الأعمدة الأساسية في الكثير من الصروح العمرانية الكبيرة؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر مبنى (برج المملكة)، مبنى (برج الفيصلية), جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن, مترو الرياض ، فيما تفخر (سابك) – كل الفخر – ببروز حديدها في التوسعات الكبرى التي شهدها الحرمان الشريفان، وغير ذلك من الصروح والمعالم الحضارية الإقليمية والعالمية.

 

إلى جانب ذلك تلعب منتجات (سابك) الحديدية دورًا متصاعدًا في تنمية قطاع عريض من الصناعات الوطنية التحويلية ورفع نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي؛ حيث تتشعب استخدامات اللفات المدرفلة على الساخن والبارد ومسطحات الصلب في العديد من الصناعات؛ بما في ذلك صناعات أنابيب النفط والغاز، صهاريج المياه والزيت، قطع الغيار، وحدات التبريد والتكييف، اللوحات الإرشادية وحواجز الطرقات وإشارات المرور، أبراج نقل الطاقة الكهربائية، صناعة ألواح الطاقة الشمسية، صناعة أعمدة إنارة الطرقات و مدرجات الطيران، بالإضافة الى صناعة الأجهزة والأدوات المنزلية وغيرها.

 

 

 

تحقيق توازن السوق وتماسكها:

 

دأبت (سابك) على تحقيق التوازن والتماسك والاستقرار لسوق الحديد السعودية وحمايتها من التقلبات، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على موثوقية مصانعها، وإنتاج ما يفوق 120 مليون طن من منتجات الحديد لتلبية احتياجات السوق المحلية؛ ما يقارب 40 سنة من الإنتاج المتواصل والتطوير المستمر.

 

مجابهة تحديات جائحة (كورونا):

 

رغم تبعات وتأثيرات جائحة (كورونا)، نجحت (حديد) – خلال عام 2020م – في توريد منتجاتها لأكثر من ثلاثمائة وجهة محلية، فضلًا عن 14 جهة إقليمية وعالمية، ودخول الأسواق الرئيسة في فيتنام والصين لأول مرة.

 

 

 

ولازالت شركة (حديد) ماضية قدمًا في مبادراتها التحولية الرامية إلى تطوير أدائها التشغيلي والتجاري، وتعزيز قدراتها التنافسية لدعم جميع القطاعات التي تعتمد على منتجاتها.

 

المنزل عالي الأداء.. وجه مضيء جديد:

 

لا تقتصر إسهامات (سابك) في صناعة النهضة العمرانية على منتجاتها الحديدية، بل تسهم بدور آخر متعاظم من خلال تطوير العديد من الحلول المبتكرة للمساعدة في بناء المنازل والمباني ذات الكفاءة في استخدام الطاقة والموارد والحد من الانبعاثات، وتلبية متطلبات الاستدامة الصناعية والسلامة البيئية، مع تميزها بالقوة والصلابة والمتانة، إلى جانب خفة الوزن.

 

يبرز في هذا الجانب نموذج (المنزل عالي الأداء) الواقع في إطار (موطن الابتكار) الذي أقامته (سابك) بمدينة الرياض. وقد فاز هذا المنزل بجائزة (البيت الأخضر) السنوية لعام 2016م، التي تمنحها مجلة (البناء الأخضر) الرائدة في عالم البناء وتركز على تطوير تقنيات البناء الأخضر والتنمية المستدامة. كما أحرز شهادة (ليد للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة) من الفئة البلاتينية، الصادرة من (مجلس البناء الأخضر) في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو المنزل العائلي الأول الذي حقق هذا الإنجاز في منطقة الشرق الأوسط.

 

ويعد هذا المنزل مثالًا للبيوت العصرية المريحة المجهزة بمختلف متطلبات الحياة المستدامة.

 

 

 

 

 

حلول الاستدامة في قطاع التشييد والبناء:

 

تقدم (سابك) حلولًا شاملة للاستدامة في مختلف أسواقها الاستراتيجية، وتشمل حلول الاستدامة في قطاع البناء والتشييد – إلى جانب الأصناف القوية عالية الكفاءة من الصلب – الزجاج متعدد الطبقات، الألواح الضوئية المدمجة، البوليمرات الهندسية، أسقف الألواح الشمسية، النوافذ المقاومة للكسر، الأنابيب المقاومة للتآكل، وغير ذلك الكثير مما يصعب حصره من المواد التي تتمتع بالصلابة والمتانة والقدرة على مقاومة التشقق في المباني، واستقرار درجات الحرارة، وانخفاض انبعاثات غازات الدفيئة.

 

تعزيز التواصل مع الزبائن:

 

تواصل (سابك) تنمية وتعزيز التواصل مع الزبائن لهدف إثراء قطاع التشييد والبناء، وتصعيد دوره في خطط وبرامج التنمية العمرانية. وتحرص الشركة على توثيق العلاقات مع الزبائن، والاستماع إلى مرئياتهم ومتطلباتهم عبر اللقاءات المباشرة، وإجراء الاستبيانات لقياس رضاهم والإجابة عن جميع استفساراتهم وشكاواهم.

 

كما تحرص الشركة على تنظيم ورعاية المعارض والمؤتمرات والمنتديات المتخصصة، التي كان آخرها (منتدى المشاريع المستقبلية) الذي عقد (افتراضيًا) في شهر مارس الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وشاركت فيه (سابك) راعيًا استراتيجيًا، مستهدفةً تحفيز دور قطاع المقاولات في تحقيق أهداف (رؤية المملكة  2030م).

 

وأكدت (سابك) خلال هذا المنتدى التزامها بتعزيز فرص النمو لقطاع المقاولات، والانتقال به إلى مراحل أكثر كفاءة وجودة بالنظر إلى دوره المأمول في تنويع الاقتصاد، وارتباطه بالمشاريع الكبرى التي تعتزم المملكة تنفيذها على طريق التنمية العمرانية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *