رياضة مقالات الكتاب

سولشاير وإعلامنا الرياضي

لا حديث في ساحة كرة القدم العالمية يفوق الحديث عن حال نادي مانشستر يونايتد الفني، وخصوصاً وضع المدرب أوليجونار سولشاير مع الفريق والأداء الفني الضعيف بحسب مانشاهده حالياً، ورغم كثرة التعاطي الفني لحالة الفريق الذي شمل النقاد بجميع أطيافهم إلا أن هناك فئة يثير حديثها الاهتمام أكثر من غيره، وهو تعاطي نجوم وأساطير الفريق السابقين عن الوضع الفني للفريق.

دائماً ما نطالب النقاد بالحيادية والموضوعية في النقد، ودائما ما نضرب المثل بالنقاد والمحللين والنجوم السابقين في موضوعيتهم وحيادهم، ولكن حالة اليونايتد كشفت لنا أمراً مثيراً للاهتمام والجدل في نفس الوقت لوجود العلاقة الإنسانية كعامل رئيس في طرح لاعبين وأساطير في الكرة العالمية عرفوا بموضوعيتهم وحدتهم في النقد والتحليل الفني، مثل روي كين، وبول سكولز، وريو فريدناند وأخيراً غاري نيفيل، فبالرغم من صفاتهم المذكورة إلا أنهم يسبحون عكس التيار في تقييم الحالة الفنية للفريق، فبعد فترة من النقد على استحياء والابتعاد قدر الإمكان عن انتقاد رفيق دربهم المدرب سولشاير ، وصلوا لمرحلة يسبحون فيها عكس التيار العالمي بجميع أطيافه من نقاد ومشجعين، بل وحتى لاعبين لعبوا في الفريق لفترات سابقة مثل مايكل أوين وأوين هارجريفز إلى الانتقاد الصريح للاعبين وإلقاء اللوم عليهم دونا عن المدير الفني ورفيق الدرب السابق سولشاير للحالة الفنية البائسة التي وصل إليها الفريق.

هذه الحالة مثيرة للاهتمام حيث إننا نضرب المثل بهؤلاء الأساطير في الموضوعية، ونطالب إعلامنا بخلع النظارة الملونة وإبعاد انتمائه للنادي عند ممارسة العمل الإعلامي، وشخصياً أعتبر نفسي من أشد المعارضين لما يسمى إعلام الأندية، ولكن عند تحليل الحالة لا زلت أجد تعاطي نجوم اليونايتد مع الموضوع أقل وطأة بكثير من تعاطي إعلامنا، فإن كانت هذه الحالة حالة خاصة ونادرة الحدوث كحالة اليونايتد، إلا أنها متكررة بشكل يومي لدى إعلامنا بشكل أصبحت فيه هي الأساس، والأمر المسلم به، مما حول التعاطي الإعلامي اليومي لدينا إلى وجبة من التهريج المنعدم الفائدة.

لا يمكن مطالبة أي شخص بتحييد محبته أو تشجيعه أو انتمائه لأي ناد كإنسان أو لاعب أو إداري سابق، ولكن لابد من أن يعي من يمارس مهنة الإعلام أنه مطالب بتحييد هذه المشاعر بشكل كبير عند ممارسته لمهنته كإعلامي أو ناقد رياضي ليضمن تأدية دوره بمهنية واحترافية؛ يحترم من خلالها المهنة، أو ببساطة لابد من أن يتحلى بالموضوعية.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *