اجتماعية مقالات الكتاب

العلاقة مع الشيطان

علاقتنا مع الشيطان، علاقة قدرية غيبية، فكل إنسان موكل به شيطان لا يراه ، بينما هو يجري منه مجرى الدم، يوسوس له من كل اتجاه من بين أيديه ومن خلفه وعن أيمانه وعن شمائله، وبكل ما يتعلق بجوانب حياتهم ، وأعظم بوابة يؤثر عليه من خلالها هي الأفكار، حيث يوسوس له بصوت خافت حتى يعتقد الإنسان أنه صوته فيسيطر عليه ويتلاعب بمشاعره ، يقول الكاتب أدهم الشرقاوي: الشياطين لا تستطيع ارتكاب آثام جديدة إنها فقط تراقب ما نفعله ثم تمرّره للآخرين”.

احيانا يخفت هذا الصوت عندما لا يلقى له بال لكنه مستمر مزعج ، لذلك يحاول الكثير الهرب منه، ولكن يفشلون في كل محاولة، لذلك لا بد بعد الاستعانة بالله، من تقبل وجوده، والوعي بأنها مجرد وساوس ، ثم نتجاهلها. ‏‎مشكلتنا في العلاقة مع الشيطان أننا نجعله بمثابة النفس أو الصديق الصادق بدون وعي وعندما ينكشف القناع ويكون واضحا للعيان يقول: وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي. يقول الأديب الروسي مكسيم غوركي “أذكر أن كلهم أرادوا أن يصبحوا أطباء أو رواد فضاء في صغرهم , يا إلهي .. من أين خرج لنا كل هذا الشر ؟! من أين خرج كل هؤلاء القتلة والشياطين ؟!”

الشيطان يحاول التأثير على الفكر والقيم والمعتقدات التي تسود في هذا العالم بما يشبه الخير لكنه بعيداً عن الحقيقة، فهو الشر الذي لا بد منه، لذلك لكي نريح أنفسنا، نتعامل معه بمبدأ ” التعرض وعدم الاستجابة” وهي أن نتوقف عن الحوار، لأننا كلما جادلناه أعطيناه قوة أكبر.

فاصلة:
إن علاقتنا بالشيطان علاقة مسمومة قدرية لا يمكن تجنبها فيها كثير من المشاعر المؤلمة كالقلق والتوتر والخوف والحزن لذلك جاء الحل بعد الاستجابة واليقين بأنها مجرد وسوسة لا تضر، “الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم” “إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن اللّه.

Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *