عدن – البلاد
اعتادت مليشيا الحوثي على أعمال النهب والسلب، واقتحمت هذه المرة مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، بعد أيام من اختطاف عدد من الموظفين وحراس السفارة، ونهبت من داخلها كمية كبيرة من التجهيزات والمعدات.
وقبل أيام اختطفت ميليشيا الحوثي ثلاثة من موظفي السفارة الأمريكية، بعد قيامها قبل حوالي ثلاثة أسابيع باختطاف حوالي 22 آخرين معظمهم يعملون ضمن طاقم الحراسة الذي بقي يحرس مبنى السفارة، بينما قال مصدر مقرب من عائلات المختطفين، وفقا لموقع “المصدر أونلاين” الإخباري اليمني، إن عناصر الميليشيا داهموا الجمعة الماضية منزل عبدالمعين عزان (وهو موظف سابق في السفارة وكان يشغل وظيفة منسق مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MBI في صنعاء) بينما كان في جلسة مع أصدقائه واختطفوه مع زميليه جميل إسماعيل المسؤول الاقتصادي في السفارة، وهشام الوزير وهو موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية التي تعتبر الذراع التنموية لوزارة الخارجية الأمريكية، واقتادوا الثلاثة إلى مكان غير معلوم.
فيما كشفت مصادر أمريكية أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران اعتقلت ما لا يقل عن 25 يمنيًا يعملون لصالح الولايات المتحدة في صنعاء في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لما ذكره شخصان مطلعان على الأمر لوكالة “بلومبيرغ”. ولم يكن الدافع وراء الاعتقالات، التي حدثت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، واضحًا لكنها تأتي وسط ضغوط دولية من أجل إنهاء الحرب في اليمن. وأغلقت السفارة الأمريكية في اليمن عام 2015 بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة، لكن بعض الموظفين المحليين يواصلون العمل من المنزل أو كحراس أمن للمباني. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من تقارير عن اعتقال بعض موظفيها اليمنيين في صنعاء، مشددا على أن الولايات المتحدة تدعو الحوثيين للإفراج الفوري عن جميع موظفيها دون أن يصابوا بأذى وإنهاء أي مضايقات لموظفيها.
وبالتزامن مع وصول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبيرغ إلى مدينة المخا، استهدفت ميليشيا الحوثيين، أمس، المدينة الساحلية بثلاثة صواريخ باليستية. وقالت مصادر محلية في مدينة المخا إن الميليشيات الحوثية استهدفت مناطق آهلة بالسكان في ضواحي مدينة المخا بثلاثة صواريخ باليستية، فيما نقل إعلام “القوات المشتركة” عن المصادر قولها إن صواريخ ميليشيات الحوثي الباليستية تسببت بالهلع والخوف لدى السكان، حيث سقطت بالقرب من المنازل، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول الخسائر البشرية أو المادية.
إلى ذلك، أدرجت لجنة العقوبات في مجلس الأمن، ثلاثة من قيادات ميليشيا الحوثي على قائمة العقوبات الأممية، وهم صالح مسفر الشاعر ويوسف المداني ومحمد عبدالكريم الغماري.
وفرضت الولايات المتحدة، في وقت سابق، عقوبات على اثنين من هذه القيادات العسكرية الحوثية هما المداني والغماري، وهما المسؤولان العسكريان الحوثيان اللذان يقودان هجوم الحركة المتحالفة مع جهات خارجية للسيطرة على مدينة مأرب.
وعقب سيطرة ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، على العاصمة صنعاء، بدأت الميليشيا بانتهاج سياسة جديدة لم يسبق أن شهدتها البلاد، وتتمثل بعملية السطو على منازل الخصوم السياسيين ونهبها ومصادرتها لصالح قياداتها. ولتنفيذ هذه العمليات التي يعود ريعها مباشرة لزعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، عين الأخير شخصا يثق به كثيراً، وهو صالح مسفر الشاعر، الذي يكنى “أبو ياسر”، كذراع اقتصادية للبسط على ممتلكات المعارضين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا.
