اجتماعية مقالات الكتاب

الزائر الدولي .. الصورة الحقيقية للمملكة

إن قطاع السياحة في المملكة هو على صدارة أولويات رؤية 2030، حيث قدمت الدولة دعماً كبيراً لهذا القطاع لينهض بدوره في تنويع مصادر الدخل وخدمة التنمية، ويستهدف القطاع السياحي في المملكة الوصول إلى مليون سائح بحلول 2030 ، حيث أضحت المملكة وجهة مفضلة للسياح من دول العالم إذ وصل عدد التأشيرات السياحية المصدرة من قبل الهيئة السعودية للسياحة حوالي 450 ألف تأشيرة سياحية في 2019م.

إن المملكة هي دولة بحجم قارة وذات عراقة في التاريخ والتراث الديني والحضاري والإنساني والعلمي، بجانب بيئاتها السياحية المميزة، فهناك المواقع الأثرية والتراثية والإرث التاريخي العائد لآلاف السنين الذي يقف شاهداً على الحضارات التي سادت في الجزيرة العربية عبر مختلف الحقب، الأمر الذي حدا بمنظمة اليونسكو بإدراج بعض هذه المواقع التاريخية على قائمة مواقع التراث العالمي.

ومن هذه المواقع الدرعية التاريخية ذات القيمة الوطنية الكبيرة في تاريخ المملكة بمعالمها التاريخية والعمرانية المسجلة في قائمة التراث العالمي، كذلك مدائن صالح للباحثين عن التاريخ والآثار وقصر المصمك العريق وجدة التاريخية بمعالمها المتميزة ومساجدها العتيقة ذات التصميم المعماري الرائع وحاراتها وأسواقها القديمة، وقلعة تبوك التي أُنشئت في العصر العباسي وفق فن معماري متفرد وقرية الأخدود بتاريخ 2000 سنة التي تقف شاهدة على تلك المحرقة التاريخية وقرية رجال ألمع بمطنقة عسير بفنونها المعمارية التراثية القديمة، وفوق هذا كله وجود الحرمين الشريفين بالمملكة.

أما عن المواقع الطبيعية فهي كثيرة ومتعددة وتشمل الشواطئ والجزر والجبال والمناظر الطبيعية، بجانب الواجهات السياحية التي من بينها سواحل المملكة الغربية والشرقية وجزيرة تيران وشاطئ أملج وطبيعة الطائف وأبها والباحة وغيرها.

إن كل تلك المعالم السياحية التاريخية والتراثية والأثرية والطبيعية السعودية هي بحاجة ليتعرف عليها العالم ويقف على عظمة المملكة ماضياً وحاضراً، وفي هذا الصدد يمكن أن يتم وضع برنامج تعريفي للمملكة يعكف عليه مختصون ومفكرون في عد مجالات على غرار برنامج الزائر الدولي الذي تنتهجه أمريكا للتعرف عليها عن قرب، على أن يضم البرنامج كافة الجهات المعنية مثل وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وغيرها بحيث يتم تنسيق الجهود فيما بينها لتنفيذ البرنامج مع الاستعانة بسفارات الدول الأجنبية لتزويد هذه الجهات بأسماء عدد من الشباب والمسؤولين من كل دولة لزيارة المملكة والتعرف عليها مع أهمية تنظيم برنامج سياحي وثقافي شامل للزائرين يؤدي إلى تعرفهم على المملكة من واقع زياراتهم ومشاهداتهم لمعالمها المختلفة. إن المملكة وبحكم الموقع والمكانة والموارد والتاريخ والجغرافيا تستحق أن يكون لها برنامج ناجع لتوضيح الصورة الحقيقية عن هذا الكيان العظيم للعالم في إطار مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ الطموحة.

J_alnahari@

باحثة وكاتبة سعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *