اجتماعية مقالات الكتاب

اليوم العالمي للأغذية بالباحة

أحسنت وزارة البيئة والمياه والزراعة صنعاً بإقامة احتفال المملكة بيوم الأغذية العالمي في نسخته الحادية والأربعين بمنطقة الباحة والذي أقيم تحت شعار “أفعالنا مستقبلنا” إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز أمير المنطقة وبحضور جمعٍ من المختصين والمهتمين والمسؤولين والمزارعين.

ولا شك أن لهذا الاختيار المدروس عدداً من الاعتبارات أولاً: لطبيعة المنطقة الزراعية وجودة تربتها وكثرة أمطارها ووفرة منتجاتها وتنوعها. ثانيا‏: لتاريخها الزراعي القديم، فقد كانت تسمى من قبل “حديقة الحجاز” وتعد مصدر التمويل الغذائي الرئيس سابقا لسكان مكة المكرمة والقادمين إليها في مواسم الحج والعمرة وفق ما أورده ‫ابن‬ بطوطة في كتابه “تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” ثالثا: الحرص الشديد لتعزيز هويتها الزراعية ورفع مستواها في ظل الاهتمام الكبير من الحكومة الرشيدة للقطاع الزراعي وما ذكره كذلك سمو أمير المنطقة في كلمته الافتتاحية الضافية بأن الباحة تقدم للإنسان سلة غذائية متكاملة‏ بما حباها الله من مقومات طبيعية وزراعية وما تجده من دعم سخي لا محدود من حكومتنا الرشيدة أيدها الله. إذ تنتج الكثير من المحاصيل الزراعية المعروفة بجودتها وتنوّعها وتسعى الجهات المختصة لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي وبلوغ الأهداف العالمية. والمعروف أن الباحة تنتج أفضل أنواع الحبوب وفي مقدمتها القمح وأطيب ثمار الفاكهة وأهمها الرمان وأجود أنواع العسل حيث حصدت أعلى المراتب عالمياً في جودة وتميّز هذا المنتج وغيره من المنتجات الأخرى كالبُن.

والجميل تزامن الاحتفال باليوم العالمي مع وجود ‏القافلة الزراعية الإرشادية في المنطقة التي أطلقها سمو أمير المنطقة قبل أيام بما تقيمه من معارض ومحاضرات وندوات وورش عمل تنظمها داخل المزارع النموذجية، وما تقدمه أيضاً من برامج إرشادية لزيادة التوعية بأهمية الزراعة بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة 2030 لتعزيز التنمية الزراعية وزيادة الإنتاج بجهود موفقة من فرع الوزارة بالباحة الذي استثمر المناسبة لتكريم المتميزين من المزارعين والرعاة والنحالين والمتعاونين بالمنطقة في إطار الدعم والتشجيع والتحفيز.

ولعل هذه المناسبة الدولية بالاحتفال بيوم الغذاء العالمي تعطي بعداً كبيراً لأهمية رفع الوعي بأهمية الغذاء ودوره في حياة البشرية وما يفترض عمله من كافة الحكومات والهيئات والجهات لتلبية احتياجات الأمم بتحقيق الأمن الغذائي بطرق ميسرة ومتنوعة وآمنة‏ للجميع. وهو ما يستوجب العمل المتواصل لدعم هذا القطاع بشكل كبير وتهيئة العديد من المواقع لاستصلاحها زراعياً وبحث سبل توفير المياه وتنويع أساليب الري وتشجيع صغار المزارعين وتبنّي إقامة الجمعيات الزراعية لتتولى جانباً من المسؤولية بصورة واعية بما يحقق الأهداف المطلوبة لتوفير الغذاء المناسب لجميع الفئات.

alnasser1956@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *