اجتماعية مقالات الكتاب

العودة إلي الحياة ..

بعد المعاناة القاسية لمدة 18 شهرا بسبب كورونا .. وبفضل نجاح جهود الدولة في مكافحة الجائحة .. سنعود بحذر إلى حياتنا الطبيعية. هذه العودة تعني الخروج من منازلنا والذهاب إلى المدارس والجامعات ومراكز التسوق وحضور عروض الأفلام السينمائية. والخروج للترفيه على شاطئ البحر وإلى الملاهي .. والذهاب إلى المستشفيات للتطبيب والعلاج .. ويأتي على رأس القائمة .. العودة إلى المطارات للسفر.
تشير الدراسات إلى أن حجم السفر لأداء الأعمال لازال منكمشا ولم ينتعش بعد .. ولكن كل المؤشرات تقول بأن الطلب على السفر السياحي عاد بنسبة 82 % عن أرقام ونسب ما قبل كورونا .. والسبب أن هناك فئة من المسافرين لازالوا يعانون الخوف من العدوى والتردد في السفر. والاحتكاك بالبشر في المطارات وعبر أجهزة الأمن ونقل العفش ولمس الأوراق ومستندات السفر وخطورة الإختلاط في المطاعم ولمس أبواب الحمامات والمرافق المختلفة ..الخ.

هذه المحاذير وهذا الخوف ينطبقان أيضا على رواد مراكز التسوق .. وأماكن الترفيه والمدارس والجامعات .. لذلك أزعم أن أمام هذه المنشآت تحديات كبيرة حتي تستطيع أن تعيد ترتيب أوضاعها لتلك العودة الجديدة لأداء أعمالها .. وتعويض خسائرها الماضية وإن تحقق أرباحا مجزية قادمة.
ومن هذه التحديات أسوق لكم ما يمكن عمله لإعادة صياغة إستراتيجيات ونظم وإجراءات جديدة بحيث تغري الممتنعين والمترددين في السفر .. حتي نبعث الطمأنينة والثقة في نفوسهم كي يعودوا إلي السفر وممارسة حياتهم الطبيعية بحذر .. ومنها:

** وضع العميل أو المستهلك في بؤرة الاهتمام .. وذلك بتحويل اهتمام المنشآت من مفهوم السلعة أو المنتج إلى مفهوم صحة وسلامة العميل وتلبية احتياجاته.
** التخلص من التعاملات الورقية واستبدالها بتكنولوجيا الاتصالات عبر تطبيقات .. 5 جي .. وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتعقيم والتطهير الإشعاعي داخل صالات المطار ومرافقه وداخل الطائرات.
** توظيف تكنولوجيا الخدمات الروبوتية في توصيل طلبات الطعام في صالات المطارات ومراكز التسوق حتي يمكن تخفيض أعداد الطوابير أمام المطاعم والمقاهي.
** إيجاد مكائن لبيع طعام رحلات الطيران مع إمكانية تناولها علي الأرض بدلا من داخل الطائرة.

** إيجاد أجهزة ومعدات فحص بصمات الوجه والعينين للتعرف على المسافرين وفحصهم أمنيا وتدقيق هوياتهم عند دخولهم مباني المطار وبوابات الطائرات.
** توظيف أجهزة كشف أمنية متطورة تقنيا لفحص الركاب وأغراضهم من خلال بوابات دخول دون خلع ملابسهم وتفتيش أغراضهم يدويا ..
** تحويل إجراءات السفر والتنقل من خلال الأبواب بتكنولوجيا .. غير لمسية .. بل تتعامل أوتوماتيكيا أو بالايماءات الحركية والأوامر الصوتية والإشارات وعبر تطبيقات الهواتف الذكية …
والقائمة تطول .. ولكن هذه بعض الافكار والنماذج ألتي يمكن تطبيقها في المطارات ومراكز التسوق والمدارس والجامعات .. وكل أماكن التجمعات حفاظا علي سلامة وصحة البشر وممارستهم لحياتهم خارج منازلهم..
ameenzain@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *