اجتماعية مقالات الكتاب

بين الخوف والرجاء

عنوان المقال دعوة إغراء للقراءة والتفكر والتأمل .. في موضوع حيوي سيلقي بظلاله على ماتبقى من حياتنا وحياة الأجيال القادمة على سطح كوكب الأرض .. إنه الذكاء الاصطناعي يرى الكثير من الخبراء أن تطور وتقدم الذكاء الرقمي الاصطناعي سيعود بالنفع على البشرية جمعاء .. ويجعلها تعيش حياة أفضل.
وهناك فريق آخر من الخبراء لديهم اعتقاد راسخ وقناعة بأن تطبيقات وتوظيفات الذكاء الاصطناعي ستؤثر سلبا على البشرية وتسلبها وظائفها ومهاراتها وإنتاجيتها .. بل المرعب في الأمر ستسلبها إرادتها ولربما تتسبب في تدميرها.

ومن هؤلاء الذين لديهم نظرة تشاؤمية .. عالم الفيزياء البريطاني الفذ .. ستيفن هوكينج .. فهو يحذر من خطورة تطور الذكاء الإصطناعي .. وزرعه في أدمغة الحواسيب والروبوتات والآلات المختلفة .. وإمكانية أن تحل الآلة الذكية محل البشر .. وأن تزاوج الروبوتات مع الذكاء الإصطناعي سيقود في النهاية إلى إنتاج شكل جديد من الحياة الرقمية .. يمكن أن يتفوق على البشر وربما يسعى إلى تدميرهم.
أما ايلون ماسك .. رائد صناعات الفضاء والسيارات ذاتية القيادة .. فإنه يسعى إلى دمج الذكاء الإصطناعي مع الذكاء الطبيعي عند البشر .. وذلك بزرع شريحة إلكترونية في الدماغ البشري .. آملا أن يقود هذا الدمج إلى تعزيز وتحقيق قدرات غير مسبوقة للإنسان .. حتى يستطيع محاكاة الروبوتات الذكية القادمة والشبيهة بالبشر والقادرة على التعلم والتطور .. وخارقة القوة والقدرات العقلية .. وبذلك يستطيع الطرفان .. دماغ الإنسان المعزز والروبوتات الذكية .. أن يتعاملا ويتعاونا بندية وتكاملية في آن واحد.

وقبل أن نخوض في وجهة النظر المؤيدة وألتي تدفع بقوة إلى تطوير وتوظيف الذكاء الرقمي .. يجب أن نشير إلى أن إستخدام التكنولوجيا في أداء الوظائف والأعمال ليس بجديد على البشرية .. حيث أن هناك العديد من الأجهزة التكنولوجية ألتي تعمل الآن على خدمة ودعم الإنسان .. مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وآلات الطباعة وصرافات البنوك الخ .. ولكنها جميعا لا تعمل بذكاء متعدد الوظائف.
وعندما أدرك الإنسان .. واكتشف أن إضافة نوع من الذكاء متعدد الوظائف إلى الآلة .. سيبدل وظيفتها وقدرتها وتطورها ويمكن أن يكون داعما لها .. بل ويخفف الكثير من الجهد والعناء والتفكير عند البشر .. لأداء العديد من الوظائف بدقة متناهية .. وليس ذلك فحسب .. بل بإمكان هذه الآلة أن تتعلم وتفكر وتطور من قدراتها .. وأن تؤدي وظائف ومهام أكثر سرعة ودقة وطاقة وقدرة .. لا يمكن للإنسان أن يؤديها أو يقوم بها .. فهناك الآن حواسيب تحل في ثواني نظريات ومعادلات رياضية معقدة .. ربما تاخذ سنين عند البشر كي يصلوا إلى نفس النتائج والحلول.

ورب من قائل .. لا يمكن للآلة أن تتغلب على الإنسان في القدرات والتفكير والتأمل .. هذا صحيح بمقاييس وعلوم اليوم .. لأن ذكاء الآلة لازال أحاديا ومحدودا بوظيفتين أو ثلاثة .. ولكن مؤشرات ونتائج الأبحاث والإبداعات تقول بأنه يجب على الإنسان أن يعدل من ذهنيته قليلا كي يتقبل هذا الفكر وهذا الواقع ويعمل بكل جهد نحو تحقيق هذا الإنجاز العظيم وألذي سيينقل البشرية لمحطة أخرى أو طفرة متطورة من الحياة فائقة الذكاء بالنسبة للآلة والإنسان على حد سواء .. مما سيضفي عليها نمطا متجددا لحياة مرفهة ومشرقة ..
لذلك أرى أننا لا نستطيع أن نقاوم التغيير .. أو أن نعاند التطور والتقدم .. فانهما من سنن الكون والحياة.
ameenzain@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *