اجتماعية مقالات الكتاب

الوطن الأخضر

يزدان الوطن اليوم تألقا ووهجا وحبورا وهو يتوشح باللون الأخضر .. والأعلام ترفرف في جميع الأرجاء .. جعلت منه ايقونة خضراء احتفاءً باليوم الوطني. إنه الإيمان والعبقرية والإلهام والذكاء والتوفيق من عند الله .. أن جعل هذا الوطن أخضر مباركا بكل المعايير .. الطبيعية والبيئية والثقافية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ..
إنها معجزة الخالق .. سبحانه وتعالى .. التي حباها لجلالة المغفور له الملك عبدالعزيز .. مؤسس هذا الوطن الكبير .. عندما أطلق علم المملكة الاخضر مكتوبا عليه كلمة التوحيد .. لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
تشير الدراسات الحديثة .. الى أن اللون الأخضر هو معجزة الخالق جل وعلا في هذا الكون .. وهو يشكل أحد أركان الألوان الثلاثة التي ارتكزت عليها وتزينت بها كرتنا الأرضية .. وهي الأزرق والأصفر والأخضر .. وقليل من ألوان أخري منتشرة هنا وهناك.

لقد أثبتت الدراسات أيضا .. أن لكل لون القدرة على استحضار ردود فعل نفسية معينة على سلوك الإنسان .. لأنها تعكس الواقع والمحيط والبيئة التي يعيش فيها .. ويتم ذلك وفقا لكثافة وعمق اللون الذي ننظر إليه أو نتعامل معه .. أو بناءً على تجارب تعودنا عليها وخبرات اكتسبناها في تعاملاتنا المختلفة.
فاللون الأخضر له علاقة وثيقة بالطبيعة الخضراء .. وله نصيب متعاظم في التأثير على سيكولوجية البشر وردود أفعالهم .. ويتم ذلك في خلال جزء من الثانية .. عندما نشاهد لون الأشجار والحشيش الأخضر والغابات الكثيفة بأشجارها الباسقة وبتدرج ألوانها الخضراء.

هذه المناظر الخضراء لها مفعول السحر في جلب الهدوء والسكينة في النفس البشرية وتساعد على تقليل الضغوط النفسية عند الإنسان.
تقول الدراسات أيضا .. إن اللون الأخضر يؤثر بشكل قوي على طريقة تفكيرنا وعلاقاتنا الإنسانية مع الآخرين ويعالج صحتنا النفسية وانفعالاتنا القوية .. وأن إشاعة الضوء الأخضر ونشره حولنا في الغرف والأماكن التي نعيش فيها .. تحسن من قدرتنا على التركيز والقراءة والنقاش والتواصل.

النظر إلى اللون الأخضر يتميز بالموجة الأقصر .. بعكس بعض الألوان الأخرى التي تتطلب موجة أطول للنظر وبالتالي على الإنسان أن يعيد عملية التركيز ومعايرة موجة النظر حتى يمكنه إدراك اللون ..
ومن المثير أيضا .. أن اللون الأخضر مرتبط بالمال والثروة والأمل والتفاؤل والحماس والإقدام ويحفز على الإبداع والتغيير والتطوير ويجلب الحظ السعيد ويحافظ على التوازن النفسي للإنسان.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن .. كيف لهذه الخاطرة وهذا الإلهام الذي اقتحم وعي وقلب المؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز .. وجعله يدرك كل هذه الأبعاد الخضراء في زمن يفتقر إلى التكنولوجيا والبحث العلمي والمختبرات.

وجاء باني نهضة هذه الأمة في العصر الحديث . خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .. وولي عهده الأمين .. وأعادوا اكتشاف سر هذا اللون .. ومدى قوته وتأثيره البيئي والديموغرافي والسيكولوجي والطبوغرافي ورسموا رؤية 2030 لبناء الدولة العصرية الحديثة وفق معايير المستقبل .. والتي توظف مواردها الطبيعية وثرواتها الاقتصادية والاجتماعية .. مستمدة قوة دفعها الخضراء من طموحات وحماس وإبداع وقيادة سمو الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
كل عام يا وطني .. وأنت شجرة خضراء مثمرة يانعة باسقة .. تضرب جذورها في أعماق الارض .. وفروعها في عنان السماء بين الكواكب والنجوم والمجرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *