اجتماعية مقالات الكتاب

حقوق المرأة مصانة

لطالما شعرت بأن النساء غير مسموعات أو ممثلات؛ بالرغم من كل الكتب التي قرأتها والأفلام التي شاهدتها إلا أنني وجدت هيمنة ذكورية تشكل المشهد الرئيس في حياة النساء؛ من الظلم أن يجبر الرجل المرأة على طاعته في حين أن من ولدته وكافحت من أجل أن يعيش حياة طبيعية امرأة؛ فما كان الجزاء سوى أنه أجبرها بالنهاية على التخلي عن هويتها وكيانها وأفكارها حينما اشتد ساعده؛ من السهل تخيل صورة المساواة لكن من الصعب تطبيقها على أرض الواقع؛ فهناك فجوة ثقافية تلعب دوراً كبيراً في انفصال الرجل عن إدراك ما له وعليه تجاه المرأة؛ وهو ما جعله في حالة سيطرة غير محدودة في كل ما يتعلق بالنساء.

مفاتيح معالجة الأمر ليست بالأمر السهل؛ فغالبية الرجال ينظرون بوجه عام إلى النساء على أنهن مجرد أداة للإنجاب ورعاية الأطفال والمكوث في المنزل؛ فلا يحق لهن إبداء الرأي أو ممارسة هوايتهم المفضلة أو تشكيل شخصياتهن من منظور خاص بهن أو حتى إبداء رأي مستقل بعيداً عن السيطرة الذكورية التي وضعت المرأة دائماً في قالب من النمطية جعلها تعيش طوال حياتها حياة غير صحية لا تناسب كيانها الأنثوي الذي تفوح منه رائحة القوة بجانب اللطف والرقة والمثابرة التي وضعت النساء في الصف الأول من المحاربات اللاتي استطعن بكل جدارة إنجاز كل ما يوكل إليهم من مهام داخل وخارج المنزل؛ كلما أجلس وحدي لأفكر بتعمق أكثر في الأمر؛

أجد نفس المشهد يلعب في رأسي من جديد؛ وهو مشهد المرأة التي يجبرها الرجل على طاعته في حين أن للرجال طبيعة سيكولوجية مختلفة تماماً عن النساء؛ فالعاطفة التي تغلب على تفكير النساء جعلت منهم هدفاً يسهل الحصول عليه من الرجل الذي يعرف بطبيعته الأكثر حدة وقسوة وخشونة وهي طبيعة لا تناسب النساء ولا يشعر الغالبية منهم بالارتياح تجاهه؛ فإذا تخيلنا الحياة بدون رجال لمدة يوم واحد سنتخلص لمدة أربع وعشرين ساعة من الاضطهاد والظلم والجرائم والحروب لتعيش النساء بسلام نفسي وشخصي أكثر بكثير من الذي تعيشه وهي محاطة بسيطرة الفكر الذكوري المسؤول عن كل ما سبق؛ ولكي أكون أكثر إنصافًا لا يمكن إنكار أن هناك العديد من الرجال الذين يؤمنون بطبيعة المرأة وحقوقها بل ومنهم من عاش ويعيش لحمايتها من التهديدات المحيطة بها ويدفعها للتقدم للأمام؛ وعلى الرجل الذي يعتقد أن السيطرة المطلقة هي مفتاح الرجولة مراجعة نفسه جيداً فالنساء كائنات في غاية النعومة والرقة لا يأتي الضغط معها بأي نتائج إيجابية.

Nevenabbas88@gmail.com
Nevenabbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *