متابعات

الهواتف الذكية خارج الفصول

البلاد – مرعي عسيري – ياسر بن يوسف – عبد الهادي المالكي – رانيا الوجيه

بعد أن أقرت وزارة التعليم بإدخال الهواتف الذكية إلى المدارس خلال الايام الماضية مع بداية العام الدراسي الجديد عادت مرة اخرى وأصدرت قراراً بمنع استخدام الجوال نهائياً داخل المدرسة، على أن تلتزم إدارة المدرسة بمتابعة التحديثات للحالة الصحية لمنسوبيها والطلبة يومياً في موقع (توكلنا ويب) في خدمة (نتعلّم بحذر)، وأن يقدّم الطالب الجديد بالمدرسة أو المنقول إليها أو المتعافي؛ نسخةً مطبوعةً من الحالة في نظام “توكلنا”، أو يرسل نسخة منها إلى جوال إدارة المدرسة.

وأوضحت الوزارة أنه يمكن لإدارة المدرسة الاستثناء من منع إحضار الجوال للضرورة وفق سلطتها التقديرية، ومن ذلك حالة الطلبة التي تستدعي ظروفهم الصحية ونحوها إحضار الجوال للمدرسة؛ على أن يُحفظ لدى إدارة المدرسة.

وأكدت الوزارة على جميع منسوبي التعليم والطلبة وأولياء أمورهم وغيرهم بمنع التصوير في المدارس والمنشآت التعليمية بتاتًا كونه مخالفة نظامية، والتقيّد بما صدر من النيابة العامة عبر موقعها الرسمي من تعليمات وضوابط تُعنى بذلك؛ وفق ما تقضي به الأنظمة واللوائح والتعليمات.

“البلاد” التقت بعدد من المختصين والتربويين والذين اكدوا ان هناك جملة من السلبيات لادخال الهواتف الذكية الى المدارس بعضها يمكن ان تدخل الطلاب والطالبات ضمن جرائم المعلوماتية كما انها يمكن ان تشغل الطلاب عن الانتباه الى الحصص حيث يمكن ان يكون المعلم منهمكا في اداء مهمته فيما يكون الطالب مشغولا بالجوال لافتين انه يمكن استخدام الهواتف الذكية للتأكد من حالة الطالب في توكلنا فقط كما أن المقاطع والرسائل التي قد يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي منها ما يضع صاحبه تحت طائلة القانون خصوصا اذا استغل طالب الجهاز في التصوير .

وفي هذا السياق قال استشاري الطب النفسي الدكتور ابو بكر باناعمة: من وجهة نظري فإنه يجب أن يقتصر دخول الجوالات لاثبات توكلنا فقط وبعد ذلك يمكن الاحتفاظ به في صندوق الأمانات في الإدارة ، حتى لا يتم استغلال الجوال داخل الفصول بشكل سلبي ، أو انشغال الطلاب بالجهاز ، فالأفضل هو الاحتفاظ بالجهاز بعد اثبات دخول توكلنا.

وأكد أن هناك الكثير من السلبيات التي تحدث بسبب سوء استخدام الجوال ، وهو ما قد يجعل الطلاب تحت طائلة المساءلة القانونية بتصوير مقاطع وبثها على النت ، وكمقترح يمكن عمل صناديق مخصصة داخل الفصول للطلاب لحفظ الجوال بداخله ، على أن تتولى الإدارة الإشراف على هذه الصناديق منذ بداية الحصة الأولى وإلى انتهاء اليوم الدراسي ، فذلك يضمن حقوق الطرفين المدرسة والطلاب.

مشاكل قانونية
وشدد الدكتور باناعمة على ضرورة دور أولياء الأمور في توجيه ابنائهم بعدم استغلال الجوال في أمور سلبية داخل المدرسة حتى لا يكونوا عرضة لمشاكل قانونية هم في غنى عنها ، والتأكيد على أن الهدف من اصطحاب الجوال هو اثبات الحالة الصحية قبل الدخول إلى المدرسة وليس الترفيه بالجهاز واستغلاله في أمور سلبية.

توعية الطلاب
وتتفق الأخصائية الاجتماعية نوال أشرف مع رأى باناعمة وتقول:اعتقد أننا بحاجة لتوعية الطلاب والطالبات بحسن استخدام الجهاز على المستوى العام وليس فقط في المدارس ، لأن كل المشاكل التي تحدث بسبب الجوال مرتهنة بغياب الوعي الاجتماعي سواء من الصغار والكبار ، فالتوعية بالأضرار والعقوبات مهمة لتفادي رصد الكثير من الإشكاليات التي تحدث نتيجة سوء استخدام الجوال.

وأضافت أن التعليمات والتوجيهات واضحة لطلاب المدارس ، بعدم استخدام الجهاز داخل أروقة الفصول ، والمطلوب هو إثبات الوضع الصحي لدخول المدرسة ، وغير ذلك ممنوع نهائيًا ، وهذا الأمر يساعد كثيرًا في تجنب حدوث المشاكل.
ونصحت الاخصائية نوال طلاب وطالبات المدارس بالحد من استخدام الأجهزة الالكترونية حفاظاً على مستوى التحصيل العلمي ، إذ نصحت جمعية طب الأطفال الامريكيه باستخدام الجوال لمدة ساعتين يوميًا عند الأطفال سواء الصغار أو اليافعين والمراهقين ، ولكن للأسف لدينا تجاوز كبير لعدد الساعات المحددة.

متابعة الترتيبات
من جهته قال المعلم محفوظ الغامدي ان الاستعدادات لعودة التعليم حضوريا للعام الدراسي الجديد لم تكن عادية هذا العام ومجلس الوزراء يؤكد متابعته للترتيبات التي تكفل سلامة الطلاب والطالبات وأسرهم والمجتمع، وهذا الحرص والتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي العهد الأمين دليل التكامل والتنسيق بين جميع الجهات لخدمة أبنائنا طلابا وطالبات. واعتمدت وزارة التعليم البرتكولات والإجراءات الصحية واعتمدت الأدلة والنماذج التشغيلية لبداية جادة ومع هذا الاستعداد الحضوري الضخم لم تغفل كذلك وزارة التعليم الإلكتروني لمن لم يكمل جرعتين وبذلك تحقق التكامل في مسارين حضوريًا او عن بُعد مما جعل منظمات دولية تشيد بالنموذج السعودي في التعليم الإلكتروني وتؤكد ان مدرستي من افضل المنصات العالمية مقارنة مع 174 دولة.

هذا من الجانب التعليمي ولو تحدثنا عن الجانب الصحي فتشهد جامعاتنا ومدارسنا حراكا صحيا متكاملا من توفير جميع أدوات النظافة والتعقيم وتوجيه بتطبيق البرتكولات الصحية لعودة حضورية آمنة للجميع وبعد هذا الدعم غير المحدود من قيادتنا ووزارة التعليم للمدارس تسابق الآباء لإكمال الجرعتين للأبناء فقد لمس الآباء والأمهات ذلك الحرص الكبير والواضح من جميع الجهات لتطبيق العودة بشكل صحيح ومرضٍ نال رضى الآباء والأمهات وثقتهم فى عودة آمنة بإذن الله وراجين الله عز وجل إن يكون عام خير على الجميع .

المواد الاساسية
وقال المعلم ماجد المالكي أتمنى ان يتم تطبيق تثبيت المواد الأساسية وتقليل وقتها مثل الرياضيات والعلوم والانجليزي وغيرها من المواد التي تحتاج تواجد الطالب في المدرسة اما بقية المواد فتكون عن بعد من اجل تقليل وقت تواجد الطالب داخل المدرسة كما نطلب ان يتم توفير المعقمات والكمامات بشكل مستمر وبكمية كافية حيث اننا نضطر الى شراءها عند انتهائها.
وأضاف المالكي إن إلزام الطلاب بلبس الكمامات لمدة ست ساعات صعبة جدا بالإضافة الى منعهم من استخدام دورات المياه وهذا سيكون صعب جدا عليهم بالإضافة الى اغلاق المقاصف .


سلبيات كثيرة
من جهتة قال سعيد المالكي ان السماح للطلاب بإحضار الجوال له مساوئ كثيرة ومنها تصوير مقاطع ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يكون له اثر سلبي بالإضافة الى تصوير الكوادر التعليمية سواء كان من ناحية المعلمين او المعلمات لذلك أتمنى أن يتم ربط توكلنا بالمدرسة وعن طريق إدارة المدرسة بإمكانهم متابعة حالة الطالب والطالبة أولا بأول .
وعبرت طالبات الثانوية الحادية عشرة عن ضعف التكييف بالمدرسة وقالت كنا متوقعين اثناء عودتنا للدراسة الحضورية استعداد المدارس للعودة من كل النواحي ان نجد المكيفات تم تغييرها.

توعية الطلاب
محمد مانع المتحدث باسم تعليم عسير قال إنه في تعليم عسير تم منذ وقت مبكر إيصال المناهج المدرسية للبنين والبنات وقد جهزت الكتب من قبل وصول الطلاب والطالبات وتابع مدير عام تعليم عسير الدكتور احمد العُمري توزيع المناهج باشراف مساعديه ومشرفي الادارة فيما تابعت المساعدة للشؤون التعليمية بعسير خطة توزيع المناهج وبإشراف موجهات المدارس واعداد تقارير بذلك زودت بها وزارة التعليم وإمارة منطقة عسير.

وعن الجوالات قال إنه طلب من قائدي المدارس وقائداتها توعية الطلاب بمخاطر التصوير وأن الطالب او الطالبة قد يدخلون في نظام الجرائم المعلوماتية وذكروا بالأمانة والشرف واحترام مشاعر الغير . خالد مسعود قائد احدى المدارس المتوسطة بابها قال أن استخدام الطلاب للجوالات ساعدنا في كشف التحصين بجرعتين وقد وعينا الطلاب بحسن استخدام الجوال مع تعهدات جاهزه للطلاب واعلم أنه سيصبح الأمر عاديا جداً.
وأكد حسن جبلي مدير عام احد المدارس الاهلية أنه تم عقد اجتماعات قبل بدء الدراسة ووضعنا خطة لكفية التعامل مع الطلاب وقد نفذت ولله الحمد الأمور تسير سيرا ممتازا كما خطط لها.

الحالة الصحية
تقول المعلمة خواطر خولي في المرحلة الثانوية بنات تم السماح للطالبات بإحضار الجوالات للتأكد من الحالة عن طريق توكلنا ، وليس للاستخدام الشخصي أثناء الدوام الدراسي، رغم أن آلية استخدام الجوال يرجع لإدارة المدرسة ، والآلية التي تطبقها مدرستنا هي أخذ جميع الجوالات من الطالبات بعد التأكد من تطبيق توكلنا ووضع الجوالات في صناديق مغلقة ثم استعادته بعد نهاية الدوام الدراسي، بالإضافة إلى أن المدرسة وزعت منشوراً لتوعية الطالبات بعقوبة الجرائم المعلوماتية في تم الاستخدام المخالف للجوال والتصوير.

وتقول معلمة التربية الفنية للقسم المتوسط بنات منال قطان: تعتبر الطالبات في الصف المتوسط في سن المراهقة اللاتي لديهن هوس التصوير وهذا أمر ليس بالسهل تقبله داخل المدرسة ، مما أثار تخوف المعلمات وأيضا الطالبات، وليس بالضرورة حضور الجوالات مع الطالبات الى المدرسة حيث يمكن التأكد بعدة وسائل منها طباعة صورة من تطبيق توكلنا واحضارها الى المدرسة ، أو عن طريق تطبيق ولي الامر ، وتعتبر الأمور الى الان غير مستقرة فهناك مدارس تسمح بدخول الجوال وهناك مدارس تعتمد إجراءات أخرى للتأكد عن طريق برنامج “نور” أو غيرها كما ذكرت سابقا، أما بالنسبة لبعض المعلمات اللاتي طلب ازواجهن الدوام بالنقاب، فهذا الامر وارد في القرى والمدن النامية أما في المدن فأتوقع أن هناك حرية شخصية أكثر.

خزانات مغلقة
وتؤكد بقولها معلمة للمرحلة الثانوية شذى ديوان : أن هناك تخوفا كبيرا من المعلمات من استخدام الجوال والتصوير ، وبالتالي استخدمت إدارة المدرسة آلية لحماية المدرسة والمعلمات والطالبات من التصوير وهي بوضع جوال كل طالبة داخل خزانات مغلقة، مصنفة بحسب كل صف، وفي نظام نور يوضح الطالبات المحصنين وغير المحصنين، وهناك جدول بأسماء الطالبات المحصنات والذي يلزم عليهن الدوام حضوريا في المدرسة.

والدة احدى الطالبات بالصف المتوسط أماني عبدالستار تقول: إنها ليست مع قرار اصطحاب الجوال مع ابنتها الى المدرسة ، كون الجوال سيشغل الطالبات عن الانتباه الى المعلمات والدروس، بالإضافة الى المشاكل المتوقعة التي يتسبب بها استخدام الجوال داخل المدرسة واثناء الدوام الدراسي، وتضيف بقولها: اذهب الى المدرسة صباحا مع ابنتي وافتح تطبيق توكلنا للمفتشة بالمدرسة للتأكد ومن ثم اعود الى المنزل ومعي جوال ابنتي. وهذا حل اكثر أمناً الى ان تصدر الية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *