كنت في طريقي – وكعادتي الراديو رفيق دربي في حلي وترحالي – وكانت الموجة على إذاعتنا الحبيبة “الرياض” وكان البرنامج يتكلم عن الأعمال التطوعية الخيرية وأهميتها ومتعتها التي لا تقدر بثمن.
مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم ومصاعب الظروف الحياتية المختلفة ، نعمة كبيرة لا يستشعر قيمتها إلا من جربها واستلذ بطعمها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” وهذا يؤكد أهمية مساهمة الأفراد والجماعات في الأعمال التطوعية الخيرية التي يعم نفعها الفرد والمجتمع بل أنها من أسباب وحدة المجتمع وتماسكه ، فكم من وقفة جادة من فاعل خير بالجهد أو المال فرجت كربة على مكروب واسعدته وكم من آثر خدمة الناس على راحته ورفاهيته واستشعر معاناتهم وقضى حاجاتهم وأبدل عسرهم إلى يسر وتعاستهم إلى سعادة وضيقهم إلى فرج.
وهذا يؤكده ما نشاهده اليوم من أعمال تطوعية خيرية رائعة وجهود كبيرة ومميزة مسحت دمعة اليتيم وأسكنت الأرملة وحفظت كرامة المحتاج وسقت العطشى وقدمت المساعدة لمن يحتاجها، والجميل أن كل هؤلاء المتطوعين هدفهم إسعاد الآخرين وزرع بذور الخير في كل مكان ليقطف ثمرها كل محتاج وعابر سبيل.
لذلك لا بد أن نغرس في نفوس الجميع خاصة الأجيال القادمة للمستقبل قيمة الأعمال التطوعية وأهمية المشاركة بها كل على قدر استطاعته، وهذا ما أكدت عليه رؤية المملكة ٢٠٣٠ بالعمل على نشر الوعي والثقافة بأهمية تفعيل دور العمل التطوعي في المجتمع السعودي، والوصول بعدد المتطوعين من ١١ ألفا فقط في الوقت الحالي إلى مليون متطوع في عام ٢٠٣٠ وتوفير البيئة المناسبة التي يُمكن عن طريقها تنمية العمل التطوعي وتحفيز أكبر عدد ممكن من المتطوعين ، وكلنا في خدمة الوطن .
manjaber@gmail.com
