تطلعات البشرية لاكتشاف السماوات يكاد أن يكون فطريا .. هناك رغبة جامحة وملحة لدى البشر لاكتشاف المجهول .. واقتحام الحدود .. وتطويع قوانين الطبيعة .. وذلك بتوظيف العلوم والأبحاث لتحقيق الأحلام والأهداف .. والحصول على إجابات لأسئلة بعيدة عن الفهم والإدراك .. حيرت العقول والألباب.
استكشاف الفضاء يساعد البشرية على تطوير وتطويع التكنولوجيا لخدمة الإنسان .. ويساعد على قيام صناعات جديدة لإنتاج أجهزة ومعدات متطورة .. ويعمل على تقوية أواصر التعاون الكوني بين الدول والبشر.
لقد أدرك الرواد من رجال الأعمال .. بحسهم وتطلعاتهم وطموحاتهم المتفردة التي تصل إلى عنان السماء .. أدركوا أهمية اقتحام حدود الفضاء والسفر إلى الكواكب الأخرى والعودة منها إلى كوكب الأرض .. في رحلات مكوكية اقتصادية .. للاستكشاف والبحث عن فرص للعيش والإقامة هناك .. وإنشاء حضارات ومدن فضائية وصناعات روبوتية .. وأيضا تعتبر ملاجئ للبشر ضد كوارث الطبيعة.
يقول العالم البريطاني ستيف هوكينج .. يجب علينا البدء بالبحث عن أماكن أخرى في الفضاء قابلة للحياة غير كوكب الأرض .. وإلا سوف نواجه مصير الديناصورات وننقرض .. ويقول لا أعتقد أننا سنعيش 1000 سنة اخرى إذا لم نهرب خارج حدود كوكبنا الهش.
لذلك أنشأ 3 من رجال الأعمال هم: إيلون ماسك رئيس شركة تيسلا .. وريتشارد برانسون رئيس شركة فيرجن .. والثالث جيف بيزوس رئيس شركة أمازون .. أنشأ كل منهم شركة خاصة به .. تختص بعلوم وصناعات المركبات والصواريخ الفضائية .. واستقلوا مركباتهم بأنفسهم في رحلات تجريبية إلى الفضاء ثم عادوا إلى الأرض بسلام وفق برنامج تقني محكم .. حيث عادت المركبات والصواريخ الناقلة لها .. الى القواعد والبقع المحددة لهبوطها بدقة متناهية ..
وعندما عادوا جميعا هم وغيرهم من رواد الفضاء قالوا إن هذه الرحلات ستفتح الطريق أمام تحقيق أحلام البشر للسفر والعيش في الفضاء .. وأنهم يستنكرون ويمقتون الطريقة التي نعيش بها عل كوكب الارض .. بل أصابهم الحزن الشديد على الضرر والتلوث الذي اصاب الأجواء.
وقالوا لقد مررنا بتجربة مثيرة .. تجربة الإحساس والاستمتاع بجمال الأرض ونحن نراها تبتعد عنا .. والإحساس بجمال الفضاء الفسيح الذي غلفنا بالأمن والسلام والحب الذي نفتقده على الأرض .. لقد استشعرنا أهمية نبذ الحروب والغزوات الاستعمارية التي يمارسها البشر .. وتخوفنا من أن ينتقل معنا هذا السلوك والممارسات إلى هناك .. في الفضاء الآمن والمسالم كما نعرفه الآن.
وأقول أنا .. كم نحن أغبياء .. أن ذهبنا نبحث عن الجمال والتعاون والتعايش على الكواكب الأخرى .. ونحن نستطيع أن نصنع حياة سعيدة على كوكب الأرض الذي نعيش عليه .. ونجعل من السفر إلى الفضاء .. متعة حسية ووجدانية عندما تضيق بنا أجواء الأرض.