الدولية

واشنطن تسارع الخطى لإنهاء الإجلاء بأفغانستان

عواصم – وكالات

تسارع أمريكا ودولاً غربية الخطى لإنهاء عمليات الإجلاء قبل الموعد المحدد (31 أغسطس الجاري)، بعد رفض طالبان تمديد وقت الانسحاب من الأراضي الأفغانية، إذ أعلن البيت الأبيض أمس (الأربعاء)، أنه تم إجلاء نحو 19 ألف شخص من كابل أمس الأول، ما يرفع العدد الإجمالي لمن تم نقلهم جوا من أفغانستان منذ 14 أغسطس الجاري إلى 82300 شخصاً.

وقال البيت الأبيض، وفقاً لوكالة “فرانس برس”، إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، ساعدت 42 رحلة جوية عسكرية أمريكية و48 رحلة من التحالف في عمليات الإجلاء من العاصمة الأفغانية. يأتي هذا فيما تواجه الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن انتقادات عديدة داخلية وخارجية من تأخر عمليات الإجلاء، فضلاً عن تقارير استخباراتية تفيد بترك آلاف الأفغان لمصيرهم في العاصمة الأفغانية التي سقطت تحت سيطرة طالبان.
وأبلغ بايدن مجموعة السبع أن احتمال تمديد عمليات الإجلاء إلى ما بعد 31 أغسطس، مرهونة بتعاون طالبان، لاسيما مع ارتفاع المخاطر الأمنية في البلاد، التي دخلتها الولايات المتحدة قبل 20 عاماً بهدف مكافحة الإرهاب، فيما حذرت الحركة في وقت سابق من مثل هذا التمديد، وأكد المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، أن المطار وكافة القنصليات والسفارات مفتوحة أمام الولايات المتحدة من أجل إنهاء عمليات إجلاء مواطنيها في الموعد المحدد سابقاً (أواخر الشهر الحالي).

وبينما شددت روسيا على أن خطر الإرهاب لا يزال مرتفعا في أفغانستان، منبهة إلى وجود عناصر من تنظيم “داعش” على الأراضي الأفغانية، إلى جانب الواقع الجديد في البلاد، المتمثل بسيطرة حركة طالبان على الحكم، دعت الصين حركة طالبان، ضمناً إلى انتهاج سياسة معتدلة ومستقرة بعيداً عن الجماعات الإرهابية.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس، أن أمن المواطنين الروس في أفغانستان أولوية لبلاده، مشيراً إلى أنه تمّ اتخاذ جميع الإجراءات لتوفيره، معتبرا أن الوضع لا يزال متوتراً، مشيرا إلى أن بلاده تراقب التطورات عن كثب. ولفت إلى أن روسيا ترصد وتحلل طلبات مواطنين أفغان إليها لإجلائهم، مقرا بأن هذه المسألة معقدة، ولا تجوز مناقشتها عبر الإعلام. ونظمت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عملية إجلاء أكثر من 500 مواطن من روسيا وأوكرانيا ودول منظمة معاهدة الأمن الجماعي من أفغانستان بواسطة أربع طائرات نقل عسكرية. بالمقابل أعلنت ألمانيا أمس استعدادها للحوار مع الحركة بشروط، حيث اعتبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنه من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي “الحوار مع طالبان”، الذين عادوا إلى السلطة للحفاظ على المكاسب التي تحققت في أفغانستان منذ نشر قوات حلف شمال الأطلسي. وقالت في كلمة أمام البرلمان، إن “طالبان أضحت واقعاً مريراً، لكن هذه هي الحقيقة الجديدة ويجب التعامل معها للحفاظ على ما حققناه في السنوات العشرين الماضية”، لافتة إلى أن برلين ستناقش مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) كيفية التعامل مع طالبان، معلنة تجميد المساعدات الألمانية للسلطات الأفغانية في الوقت الحالي، وكذلك، شددت على استمرار عمليات الإجلاء. إلى ذلك، أعلن أحمد مسعود أن المقاومة ضد طالبان في وادي بنجشير بشمال شرقي كابل “لن تتوقف عن القتال”، دون أن يستبعد في الوقت عينه التحاور مع السلطات الجديدة في أفغانستان. وقال نجل القائد أحمد شاه مسعود، وفقاً لمجلة “باري ماتش”: “لا مجال لوقف القتال. مقاومتنا هنا في بنجشير بدأت للتو”، نافيا استسلام مقاتليه أمام طالبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *