جدة – البلاد
لكل عصر وسائله في التقدم والتنافس والمكاسب ، وفي عصرنا الحاضر بات نموذج “وادي السيلكون” ساحات متطورة لشركات التكنولوجيا لابتكار كل جديد، يغير وجه العالم بتطور عصر الانترنت وفضاءاته المفتوحة للذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء.
وفي المملكة يبدو سباقها جليا في التكنولوجيا المتقدمة التي تحتل حيزا كبيرا في رؤية المملكة 2030 ، و نذكر هنا الزيارة المهمة التي سبق أن قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى وادي السيليكون في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، ولقاءاته مع رؤساء كبريات الشركات العالمية ، والاهتمام الذي أبدته قيادات تلك الشركات في ذلك بدخولها السوق السعودية ، وصفقات وشراكات صندوق الاستثمارات العامة لتوطين التكنولوجيا الحديثة وخبراتها، كاستثمار في المستقبل وإنشاء بنية أساسية متطورة لهذا القطاع ، لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية في المملكة والإسهام في الاقتصاد العالمي.
تمثل “نيوم” بما تشهده من مراحل متقدمة في الإنجاز، نموذجا رائدا لمدن المستقبل الذكية ، ويعتبرها الخبراء وادي سيليكون جديدا في الشرق الأوسط، حيث تقوم على التقنية التي لا تقتصر ابتكاراتها على تقنية النانو، وإنترنت الأشياء، والمركبات الكهربائية، والإنسان الآلي والمواد المتجددة. بل سيمتد إلى تهيئة كافة أسباب الإبداع للابتكارات، كالأبحاث والتطوير والتوريد والنقل والبنى التحتية ، واختبار الاختراعات السعودية الواعدة، مثل وسائل النقل ذاتية الحركة ، وطائرات الركاب التي تعمل دون طيار، والأنظمة المرورية ذاتية التعلم ، مما يغير مفهوم التقدم وجودة الحياة وسياحة المستقبل، وكذا السمات الحديثة التي تقوم عليها مشاريع المدن الكبرى في المملكة ، التي ستعتمد على التكنولوجيا والإنترنت، والحياة الرقمية بشكل أكبر.
الذكاء الاصطناعي
في عصر الثورة الصناعية الرابعة ، تقود تقنيات المعلومات والذكاء الاصطناعي تحولاً سريعا وعميقاً على المستوى العالمي في مفاصل الحياة الاقتصادية والمعيشية والتعليمية والطبية والترفيهية ، وكثير من المهام الأخرى.
ولأجل ذلك تتولى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) قيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة لتحقيق رؤيتها ببلوغ التقدم ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات ، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتحقيق المنجزات النوعية المستهدفة في هذا المجال حتى عام 2030 وأبرزها بحسب الهيئة : الوصول إلى أعلى 15 دولة في الذكاء الاصطناعي، والوصول إلى أعلى 10 دول في البيانات المفتوحة، والوصول إلى أعلى 20 دولة في الإسهام بالمنشورات العلمية، وجذب استثمارات في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بما يقارب 75 مليار ريال، وتحفيز ريادة الأعمال والإسهام في إيجاد أكثر من 300 شركة ناشئة في هذه المجالات.
أيضا إطلاق “أكاديمية سدايا” لدعم وتطوير الكفاءات الوطنية العاملة في القطاعين الحكومي والخاص بالتعاون مع الجهات المحلية والعالمية الرائدة مما يسهم في دعم مسيرة التنمية وتحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة.