بيروت – البلاد
وضعت الطبقة السياسية الحاكمة التي يسيطر عليها “حزب الله” وحلفاؤه، لبنان على طريق محفوف بالمخاطر يصعب العودة منه، أو المواصلة فيه، على الرغم من محاولات تصحيح المسار بحكومة اختصاصين يعرقلها الحزب الإرهابي وأعوانه، لتحقيق مكاسب شخصية، وهو ما يصيب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بالإحباط ويدفعه للقول: “الوطن في خطر، ولا شيء ينقذه سوى الوحدة والترفع عن الأنانيات والمصالح الشخصية”.
ميقاتي أعلن في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت أمس (الأربعاء)، الوقوف إلى جانب أهالي الضحايا فيما يطالبون به لجهة تحقيق العدالة وإظهار الحقيقة كاملة، في وقت أقر رئيس الجمهورية ميشال عون المتهم في جريمة الإنفجار مع سياسيين آخرين، بأن “العدالة تائهة”.
وطالب رئيس الحكومة المكلف الجميع بـ”وجوب التعاون مع القضاء من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وإنزال العقاب بجميع الذين كانت لهم اليد في هذه الجريمة بحق الوطن والشعب”، في إشارة لمليشيات إيران والموالين لها، المسؤولين بشكل مباشر عن جريمة انفجار مرفأ بيروت. وتابع: “في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت لا يسعني إلا أن أنحني أمام أرواح الضحايا الذين سقطوا في هذا اليوم المشؤوم من عمر الوطن”. وأحيا اللبنانيون، أمس، ذكرى مرور عام على انفجار المرفأ الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 6 آلاف، وترك 300 ألف بلا مأوى، في وقت أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع إطلاق نار في العاصمة اللبنانية بيروت. ولم تقتصر خسائر انفجار المرفأ على الأرواح فقط، بل دمر أحياء في العاصمة اللبنانية، وفاقم اقتصادا منهارا ينهش البلاد. ومع مرور هذه الذكرى الأليمة، يطالب أهالي الضحايا واللبنانيون عامة، بالعدالة، منتقدين انعدام محاسبة المسؤولين عن الكارثة. وتقرر أن يكون ذكرى انفجار مرفأ بيروت يوم حداد وطني، حيث عطلت الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات، ونكست الأعلام بالإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، وعُدلت البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحادثة الأليمة، تضامنا مع عائلات الضحايا. وبينما تتجه المسيرات نحو المرفأ، ترابط مجموعات من مختلف المناطق تزداد أعدادها مع الوقت في ساحة الشهداء وسط بيروت، وترفع أناشيد وشعارات “ثورة 17 أكتوبر”.