عندما تقرأ هذا المقال يفترض أن يكون منتخبنا الأولمبي يخوض لقاءه الأخير أمام البرازيل في منافسات كرة القدم بأولمبياد طوكيو 2020. التي للأسف كانت بداية الأخضر الأولمبي فيها مخيبة للآمال حيث تسببت الأخطاء الفردية بخسارته لنقاط مباراته أمام منتخب الأفيال ( كوت ديفوار) وذلك على الرغم من تقديمه لمستوى جيد خصوصاً في شوط المباراة الأول، ولكن في الشوط الثاني انقلب الحال رأساً على عقب حيث توالت الأخطاء وظهر بشكل غريب ضعف اللياقة البدنية ما أدى في نهاية المطاف لخسارة المباراة على الرغم من أن الإحصاءات النهائية للقاء، ومنها نسبة السيطرة كانت جميعها لصالح الأخضر بواقع 56% ولكن النتيجة وهي الرقم الأهم ذهبت للأفيال. وبنفس السيناريو تقريبا والأخطاء الفردية وضعف اللياقة البدنية، خسر الأخضر الأولمبي مواجهته الثانية أمام الألمان 2/3. وللأخضر تاريخ غير جيد في مباريات الأولمبياد؛ حيث أكمل بهذه المباراة مباراته الثامنة دون تحقيق أي انتصار أو حتى تعادل بعد أن تلقى 8 خسائر متتالية استقبل فيها 19هدفاً فيما لم يسجل سوى 6 أهداف على مدار ثلاث مشاركات! وبهذا وبعد 37 سنة من أولى المباريات لازال أخضر القدم بلا انتصار!!
لذا كنت أتمنى أن تكون مشاركتنا وتركيزنا في المحافل الأولمبية على الألعاب المختلفة، خاصة الفردية أكثر من التركيز شبه الكامل على فريق كرة القدم، الذي يستحوذ على النسبة الأكبر من الاهتمام والمتابعة على كافة الأصعدة، وفي نهاية المطاف حتى لو حقق الإعجاز وذلك من خلال تحقيق النجاح الكامل بالمشاركة والحصول على الميدالية الذهبية فستبقى ميدالية واحدة تستطيع رياضتنا تحقيقها من خلال مشاركة لاعب واحد فقط أو اثنين من المميزين والمعدين إعداداً جيداً يليق وضخامة الحدث الأولمبي.
وبالعودة لمشاركتنا الأولمبية في “طوكيو2020” فأعتقد أنها ستكون نقطة تحول في مسار مشاركتنا المستقبلية، حيث نسجل في “طوكيو2020” أكبر مشاركة في تاريخنا الأولمبي من حيث عدد الألعاب بواقع 9 ألعاب 8 منها فردية وواحدة جماعية ألا وهي كرة القدم، مما يؤذن ببدء عصر جديد ورؤية جديدة للمشاركات الأولمبية مستقبلاً بالتركيز على الألعاب المختلفة، وهو ما أعود للتأكيد أنه المسار الصحيح لمشاركة أولمبية ناجحة وحقيقية تتواكب مع ما يطمح له الجميع في رياضتنا من نهضة رياضية شاملة لا تقتصر على كرة القدم فقط.