صناعة القرار واتخاذه عملية مهمة ترسم حياة الفرد حيث تغير حاضره وتحدد مستقبله كله، وعلى صعيد المنشآت فإن عملية صنع القرار تعتبر جوهر العملية الإدارية كلها وأهم مهام المديرين.
إن الفرد يقوم باتخاذ قرارات طوال حياته سواء كانت قرارات روتينية بسيطة مثل ما يتناوله من طعام وغيره، وصولاً إلى القرارات التي تغير حياته مثل تخصص الدراسة والوظيفة وغيرها، كذلك هناك القرارات الإدارية التي تتعلق بسير العمل في المنشآت. وبصفة عامة فإن عملية اتخاذ القرار ترتكز على عاملين أو كليهما، وهما الحدس وثيق الصلة بالمشاعر الغريزية مع تراكم الخبرات والتجارب السابقة، والمنطق الذي يستخدم الحقائق والأرقام.
إن اتخاذ القرار الناجح ليس مهارة فطرية فحسب وإنما مهارة مكتسبة تزداد في ظل التدريب لاكتساب الخبرة، وهنالك عدة آليات لتنمية مهارة اتخاذ القرار منها على سبيل المثال جمع المعلومات الوافية عن المسألة محل القرار، والابتعاد عن اتخاذ القرارات القائمة على العاطفة، والتأني في اتخاذ أي قرار ومنحه الوقت الكافي، وأخذ تداعيات القرار على المديين القريب والبعيد في الحسبان، وإجراء المقارنة بين سلبيات وإيجابيات القرار قبل اتخاذه، مع التركيز على الأولويات بجانب استصحاب كل البدائل المتاحة للقرار، إلى جانب النأي عن اتخاذ أي قرار في ظل الإحساس بالتوتر والضغط النفسي وغيرها.
ومن الأهمية بمكان تدريب الأطفال على مهارات اتخاذ القرار من خلال عدة وسائل منها على سبيل المثال لا الحصر تعريفهم بأشخاص ناجحين في حياتهم ليتعلم الطفل أن الكد هو طريق النجاح، كما ينبغي تعليم الطفل ليتعرف على إمكانياته ونقاط ضعفه وقوته ليتخذ قرارات ناجحة مستقبلاً، كذلك ضرورة عملية التواصل الأسري بين الطفل والأهل وسماع وجهة نظره في بعض الأمور المحددة ليصبح قادراً على تكوين رؤية واضحة للأمور، إلى جانب أهمية معرفة أصدقائه نظراً لأن أفكاره وقراراته تتأثر إلى حد كبير بهم وغيرها. وبجانب الأطفال فإن هنالك أهمية لتدريب الطلاب في المدارس والجامعات على مهارات صنع القرار لتنشئة جيل واثق من نفسه لديه أهداف محددة
كذلك يتوجب على القائمين على أمر المنشآت معرفة اتخاذ القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة المنشأة أو العاملين فيها وهو ما يطلق عليه القرار الإداري الذي يطال الكثير من المهام المتعلقة بسير العمل والعاملين وتحقيق أهداف المنشأة. بيد أن بعض المنشآت تفتقد وجود متخذي قرارات سليمة وتحتاج لتدريب الإداريين فيها لتنمية مهارة صنع القرار من قبل جهة مؤهلة تدربهم على ذلك.
وأخلص إلى أن حياتنا أضحت سلسلة من القرارات والاختيارات ولا بد من معرفة كيفية صناعة واتخاذ القرار الناجح لتحقيق الطموحات المنشودة.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@