اجتماعية مقالات الكتاب

الأقارب عقارب

أوجب الإسلام صلة الرحم وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله، وقال الله تعالى ” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ” وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ” وهذه الأدلة تؤكد على أهمية صلة الأقارب الذين هم الأرحام.

اليوم نجد الكثير من العبارات التي تؤجج النفوس وتشحنها بل تطالب بقطيعة الأرحام وهجرها ومن أبرزها عبارة “الأقارب عقارب” التي انتشرت بين الناس وأصبح يطبقها الكثير من الناس اليوم بل أصبحت معياراً تقرر به العلاقات بين العائلات ومنهم من يؤمن بها إيماناً قاطعا في حياته ويطبقها مع أقاربه ويضربون الأمثال ويذكرون القليل من الأحداث الفردية التي قد تحصل هنا أو هناك وكأنها قاعدة مسلمة لا يمكن كسر أنظمتها.

الأقارب ليسوا عقارب، الأقارب هم السند والعون لنا وجبال نستند عليها وملاذ آمن لنا إذا ضاقت بنا الأرض بما رحبت وإذا كان لمثل هذا المثل في واقع الحياة بعض السلوكيات التي ساعدت على رواجه وانتشاره، فهناك ممارسات أكثر يجب إبرازها عن الأقارب وإيجابياتهم، منها صور التماسك العائلي والأسري الرائعة في مجتمعنا، فالأخ الذي يبذل كل ما في وسعه لمساعدة أخيه، وابن العم والخال الذي تجده دائماً إلى جوارك في السراء والضراء وهناك كثير من الأمثال والأقوال التي تعلي من شأن هذا الترابط العائلي والأسري الذي يولد القوة ويزيد التآلف والمحبة ، وكلنا في خدمة الوطن.
manjaber@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *