الإقتصاد

خبير اقتصادي يحذر: الشراء بالآجل «مصيدة» البقالات

جدة- نجود النهدي

نواصل جولاتنا الأسبوعية في الأسواق التموينية ، لرصد فروقات الأسعار، وما يلزم ذلك من مناقشة أسس ثقافة التسوق الصحيحة ، وقد وجدنا سعر شوكولاتة “ميرسي” حجم ٤٠٠ جرام بسعر ٥٩.٩٥ ريال من أحد مراكز التسوق ، بينما يعرضها موقع تجاري الكتروني بسعر ٨٣ ريالا. وحتى نقف على المزيد من جوانب الوعي الشرائي ، نستطلع رأي عدد من المستهلكين والتحليل الاقتصادي حول بناء ثقافة استهلاكية إيجابية.
البداية مع ريم بخاري ، التي استهلت رأيها بالحكمة القائلة “من اشترى ما لا يحتاجه ، أوشك أن يبيع ما يحتاجه”. وتضيف: هنا لا أقصد التعميم ، لكنها بالفعل مشكلة البعض ممن لايفرقون بين الاحتياجات الضرورية ، وبين السلع التي يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها ، وهؤلاء يحتاجون بالفعل لثقافة متزنة في الاستهلاك والشراء.

من جهتها ترى مها عبد الله ، أن ظروف الجائحة جعلت الناس أكثر وعيا من ناحية الشراء ويقتصدوا فيه ، بقدر حاجتهم للسلع المطلوبة سواء التموينية أو غيرها ، رغم توفر كافة السلع كما هو حال أسواقنا التموينية وغيرها دائما ولله الحمد.
وفي السياق وبنقاط محددة ، يقول عبد العزيز عبد الله الحسيني، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التشييد: رأيي الشخصي في الثقافة الشرائية ، أن انفتاح الأسواق ودخول التجارة الالكترونية والتنوع الكبير في خيارات الشراء ، اصبحنا في مرحلة مغايرة للسابق ، لذا نحتاج إلى حملات توعية كبيرة من قطاعات التجارة والتعليم والإعلام بثقافة التسوق وضوابط الاستهلاك، وإلى تنشئة غذائية صحيحة وتوعوية مستمرة للنشء عن طريق مدارسهم والبرامج الإعلامية الموجهة لهم، لتكون عوائد التوعية كبيرة في قادم الأيام على المستوى الاقتصادي والمعيشي في هذا الوطن العزيز.


رشادات تهمك
وبرؤية اقتصادية لثقافة الاستهلاك ، يرى المحلل الاقتصادي محمد سعد القرني ، أن الثقافة الشرائية في مجتمعنا خاصة لدى الأجيال الشابة تختلف عن الجيل الأكبر سنا ، الذين تتسم ثقافتهم الشرائية بالتوازن مع الظروف الاجتماعية وحسب مستويات الدخل الفردي.
ويضيف: الأجيال الجديدة مثلا شهدت فترات طفرة مالية وتحسن مستوى الدخل الفردي ، وفي نفس الوقت يشهد المجتمع في السنوات الأخيرة تطورا نوعيا في استثمارات الأسواق حيث المولات والهايبر ماركت ، ومن محدودية السلع إلى كثرتها، وصاحبها وسائل كثيرة ومتعددة للتسويق والترويج والدعاية والإعلان التي تؤثر على سلوك المستهلك وأصبح الطفل يعرف من خلال الإعلان سلع لا يعرفها والده وأصبح التنوع في المنتجات كبيرا ، كما أن ظروف الحياة الاجتماعية وثقافة المحاكاة جعلت من الغالبية مستهلك بالتبعية والمحاكاة ، وذلك على حساب الادخار وسادت لدى البعض ثقافة (إنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)!.

ويقدم ضيفنا محمد سعد القرني بعض الإرشادات ، آملين معه أن تجد صدى لدى المستهلك:
– لا تتسوق وأنت جائع أو صائم فإن عرض المنتجات يضغط عليك لشراء سلع أكثر من احتياجك.
– لا تنخدع بالدعاية وراقب تاريخ صلاحية المنتج المعلن عنه.
– حدد مشترياتك قبل الذهاب إلى السوق والتزم بها بلا زيادة.
– حاول ألا تشري بالآجل فإنه مصيدة المستهلك خاصة من البقالات في الأحياء، وتغريك بمشتروات أكبر لاتشعر بفاتورتها اللحظية إنما عندما يحين السداد الإجمالي.
– حدد ميزانية شهرية وتعلم مبدأ الالتزام.
– شارك أفراد أسرتك قرارات الشراء وعودهم على ثقافة الادخار.
– كن حذراً من عرض المنتجات على الرفوف خاصة للسلع المكملة لبعضها مثل الحليب والنسكافيه ومحسنات ونكهات القهوة ، وكذلك أنواع الشطة والكاتشب والمايونيز، فإن قربها من بعض على الرف وارتفاعها على مستوى النظر يغريك للشراء دون تردد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *