فجأة اكتشفت ان ما يتمتع به اياد امين مدني من قوة في الاسلوب المخاطب به وسلامته في القول وقدرة على الحضور لافت، كان ذلك من بذرة تغلغل فيه اكتسبها من تلك المحرضة على ان يكون صاحب النظرة الواثقة، كل ذلك من نسيج تلك السيدة التي ارضعته كل تلك الصفات، انها السيدة مثال نثار يحيى زكريا صاحبة الموهبة الموغلة في القدم في ذلك الزمان البعيد وبتلك القدرة على الخروج من زمن المحرم كل شيء فيه للفتاة ، فأكسبت إياداً كل العنفوان بدخولها الى جدال مع واحد يتحاشاه الكثير من الدخول الى صخبه والحوار معه، ناهيك عن الجدال، انه الاستاذ احمد عبد الغفور عطار ، لكن السيدة نثار لم ترهب منه ومن قلمه السليط.
ان ما قم به الباحث الاستاذ محمد القشعمي في كتابه (ن / ي نثار يحيى زكريا) .. لقد اعطانا وهجا كان ضائعا عنا عن تلك السيدة الفاضلة رحمها الله.
انظر الى ما كانت تخطه تحت عنوان اسألوني بتلك النظرة الواعية وتلك الردود المحيطة لابعاد ما يعرض عليها من القارئات .. تلك القدرة التي كانت تمتلكها في الرد على السائلات وهو رد يمتاز بحكمة والاحاطة في معرفة المطروح امامها كل ذلك قبل ستين عاما بكل ظروف ذلك الزمان وعقابيله.
اما في قصتها ابو جلمبو وقصتها عاشقة البدوية ذكرتني بقصة حمزة بوقري سقيفة الصفاء.
ان السيدة نثار واحدة من الذين وضعوا مداميك القصة وكل لفتاتها الى مكونات المجتمع في زمن كانت الفتاة بالكاد تقرأ لا ان تشارك في وضع مستقبل زاهر للفتاة.
اعود للباحث الاستاذ محمد القشعمي واقول لقد استطعت ان تخرج لنا هذا الوهج من اضبارات كانت مجهولة عندنا .. فلولا دأبك على البحث والتحقيق لما اكتشفنا كل ذلك.
رحم الله السيدة الفاضلة نثار يحيى زكريا كواحدة من حملة مشعل النور والاصرار عليه.