تدور أحداث فلم me before you حول رومانسية من نوع مختلف، قد نعتقد أنها أصبحت غير موجودة، أو أنها اندثرت بعد روميو وجوليت ومجنون ليلى وعنتر وعبلة، ولعل عنتر وعبلة أكثر قرباً لقصة الفلم التي تدور حول الحب الحقيقي دون التأثر بمتناقضات الحياة المرفوضة عند أغلب الأسر على مر العصور، كاللون .. الجنس أو وجود إصابة من العجز تجعل من الحبيب شخصا غير مؤّهل ومرفوضا، إلا أن أمثال عبلة كثر.. نساء نظرن للأمر من زاوية أعمق، وهذا ما تحكيه قصة الفلم عن البطلة “لويزا” إنما هل هو فلم فقط أم درس يعلمنا طرائق الحكم الصحيحة والانتقاء وفقاً للتوافق، دون النظر في اعتبارات أخرى تجعل من الإقدام أمراً غير منطقي ومرفوضاً.
يعج العالم بثنائيات من رجال ونساء غلبت على علاقاتهم المظاهر الاجتماعية، وأصبحت العلاقة أشبه ما تكون بصورة داخل إطار ذهبي يسر الناظر بعين الجمال، أما البصير فإنه يرى الكثير، وهنا يكمن الخطر عندما يكثر أصحاب البصيرة فتتحول تلك الصورة الجميلة إلى منظر باهت الألوان لا يحمل روحاً، بل مجرد إطار ذهبي.
ترى لماذا.. ومتى تتحول كل تلك العلاقات التي بدأت بهدف الحب والمشاعر المتبادلة والحنان والدفء إلى ملامح أخرى يسودها البرود لا أمان فيها..؟ ربما لأنها بُنيت على مطالب عامة محددة، كالقدرة على الانفاق والاستقامة والأخلاق الحميدة من جانب المتقدّم.. والقدرة على إدارة المنزل وتربية الأبناء وجمال الشكل من جهة العروس، ليس المقصود من قولي هذا ان تلك الصفات ليست محمودة وليست من المطالب المرجوة.. إنما ليتنا لا نضعها في مقدمة ما نحتاجه لإكمال حياة مصيرها الأبدية، هذا لو أننا كنّا نقتصر في حديثنا على زواج الصالونات كما يقولون، إلا أن تلك الحالة من البرود تطول حتى بعض العلاقات الزوجية المسبوقة بتوافق عاطفي.
قال أحدهم من وجهة نظر فلسفية عن عمق العلاقات موجّهاً سؤالا لي ولمن معي من المنصتين: متى نتأكد أن الشخص الذي أمامنا هو بالفعل من نتمنّى تمضية بقية حياتنا معه..؟
ليس سؤالا سهل الإجابة ولم أتجرّأ أنا ومن معي في طرح الإجابات مما جعله يكمل..
عندما يتم تقبّل العيوب قبل الميزات، وتصبح تلك العيوب ليست عائقا في الاستمرار مع الطرف الآخر بل قد تتحول أحياناً إلى صفات مقبولة، وإنما متى نتأكد من ذلك.. هل قبل أن نُقدم على خطوة الارتباط أم بعد مرور عدة أعوام ..؟
وذكر آخر أن الحياة الزوجية مراحل تبدأ بالحب، ثم تتحول لاحترام، ثم تتحول لمودة فرحمة، فإن لم تصل للمرحلة الأخيرة وهي الرحمة ستنتهي إما بالانفصال أو بإطار ذهبي..
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid