اجتماعية مقالات الكتاب

مسمى «مثقف»

بين الفينة والأخرى تطالعنا الإعلانات لجلسات أو ندوات او مقابلات، نجد من المقبول سابقاً أن متحدثها قد وسم باللقب الرنان “المثقف فلان”. وقد تكون كلمة “مثقف” كلمة عمومية مستباحة للكل، أما الآن وقد أصبح لدينا وزارة خاصة للثقافة وتحتها العديد من الهيئات فقد أصبح من الضروري تأطير هذه المسميات بحدود واضحة تحفظ لهذا الوسام رونقه وتحميه من بعض الممارسات التي تشوه نبله وعلو قدره عند الجميع، وتمنع استغلاله من أي أحد.

ان استشعار قيمة هذا اللقب هو أول الطريق للإبداع فحينما تكون حدود هذه التسمية محددة فستفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعية عند السعوديين وستخلق بيئة تدعم الابداع وتساهم في نموه. يعذر حينما يصدر هذا اللبس عند من لم يسبر أغوار هذا المصطلح، وإنما العجب العجاب عندما يصدر مثل هذا اللبس من أشخاص مثقفين او من منظمات تحمل مسميات ثقافية. فترى هذا المصطلح يطلق جزافا على أناس متأكد أنهم اول من يرفض تسميتهم بهذا، ولو تمت استشارتهم بالإعلان لتحفظوا على تسميتهم بالمثقف فهم اعرف بأنفسهم وبما قدموا.

وزارة الثقافة بقيادة وزيرها سمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود وبما تحمله من تطلعات تبلور رؤية المملكة ٢٠٣٠ الطموحة في شقها الثقافي، هي الجديرة بتنظيم وتأطير هذه المسميات ، ليس هذا فحسب بل ومحاسبة من يحاول استغلال هذا المسمى للتسويق او لترويج بضاعة قد لا تمت للثقافة بصلة. وربما من الجدير بالإشارة إلى تزامن هذا المقال مع صدور قرارات الدفعة الأولى من برنامج الابتعاث الثقافي الذي يأتي من ضمن مبادرات وزارة الثقافة لتزويد القطاع الثقافي بشباب سعودي مثقف ومؤهل مما سيرفع من كفاءة الكوادر الثقافية.

ختاماً بين المثقفين حقا ومدعي الثقافة لا توجد نقاط مشتركة، فشتان ما بين ممتلك للأدوات الثقافية وبين من يبيع الوهم، وإن تسمّى بذلك.
dokhyl@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *