شباب

نباتات مهجنة وفواكه ملونة

جدة ــ ياسر بن يوسف

يولد النجاح من رحم المعاناة، مقولة تتحقق على أرض الواقع حين يجتمع الابداع والارادة .

المواطنة زليخة يحيى الكعبي من منطقة جازان، اضافت صفحات خلاقة لقصص نجاح الفتيات بالمملكة، ورسمت صورة إيجابية لتمكين المرأة الفاعلة بمجتمعها، والتي قادت أناملها الناعمة بالعزيمة والإصرار، إلى تحقيق نجاح باهر في زراعة ١٠٠ ألف شجرة موز، وامتلاكها أكبر مزرعة للموز في المملكة، وتنتج يوميا أكثر من ٢٠ طناً، بينها الموز الأحمر، وهو أحد أنواع الموز المحدودة الانتشار، وذو طعم قريب من خليط الموز مع التوت، وغني بالبوتاسيوم وفيتامين “سي”.

وتعد السيدة زليخة الكعبي أول مواطنة سعودية تنجح في زراعة الموز الأحمر والأزرق، وسخرت خبراتها بالتجارب الزراعية، والسفر خارج المملكة، والاطلاع على مميزات الزراعة، حولتها إلى واقع إيجابي يحقق عوائد ومكتسبات اقتصادية كبيرة، وانفرادها بزراعة الموز بنوعيه، لأول مرة بالمنطقة.
وتتسابق مناطق جازان، وجدة، والرياض، ومكة المكرمة، والقنفذة على استيراد منتجات الموز من مزرعتها، واستطاعت تجاوز المعوقات، وتذليل العقبات، ومعالجة مشاكل الأرصاد والأجواء الجوية، وارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، والتي كبدتها كثيرا، لتصل أخيرا إلى مرحلة الاستقرار.

وذكرت الكعبي أنها لم تستسلم للظروف الحياتية التي مرت بها، إذ ضحت بملكية منزلها الذي قامت ببيعه، وأخذت سلفة مالية لتحقيق حلمها ولإكمال مشروع مزرعتها، والتي نجحت في توسيعها، وتواصل تحقيق أهدافها الاستثمارية، والتوسع في زراعة الموز، والمنافسة على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وتعزيز التوطين بمزرعتها، من خلال زيادة منح الفرص الوظيفية، ودعم الشباب والفتيات، وزيادة الإنتاج المحلي الذي ينافس العديد من الدول عالميا، والتوسع في التصدير، وتسجيل المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تنتج الموز الأحمر والأزرق، وتحويل المزرعة إلى موقع سياحي جاذب للزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، وإنشاء معمل للتغليف، والتصدير إلى مختلف مناطق المملكة خاصة الرياض، وجدة، والشرقية، وتحويل بعض أجزاء المزرعة إلى أركان تعريفية، وسرد قصص النجاح، والتعريف بالفرص الاستثمارية بمنطقة جازان.

وأوضحت الكعبي أنها درست في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وعملت في عدة مجالات في التجارة، والمقاولات، ثم توجهت للمجال الزراعي، والذي سبق وأن عملت فيه من خلال الزراعة المائية في مكة المكرمة، مضيفة أنها نجحت في هذا المجال، وأنها توجهت لزراعة الموز، وحققت نجاحا باهرا، وأصبحت أول سعودية تزرع الموز الأحمر، وأنها ستواصل العمل لتكون المملكة أول الدول العربية المنتجة لهذا النوع.

وبينت الكعبي، أن مساحة مزرعتها تبلغ أكثر من ٥٠٠ ألف متر مربع، وتنتج يوميا، أكثر من ٢٠ طناً، وأن منتجات مزرعتها توزع في جازان ، وجدة، والرياض، ومكة، والقنفذة، وتطمح إلى التوزيع على باقي مناطق المملكة ، كما أنها ستعمل على إنشاء معمل للتعبئة والتغليف لجميع منتجات الفواكه الجازانية، وأولها منتج الموز، كما تشمل خطط الكعبي، تجهيز مصنع للتعبئة والتغليف بأيدٍ عاملة محلية من النساء، متحدية قيود اجتماعية حدت لفترة طويلة عمل المرأة مقارنة بحرية يتمتع بها الرجال، وتسببت تلك النظرة الاجتماعية في ارتفاع نسبة البطالة بين النساء مقارنة بالرجال.

وسيقوم على تنفيذ العمل فتيات سعوديات، وستوفر أكثر من ٣٠٠ وظيفة في البداية، متطلعة إلى توفير ٥٠٠٠ موظف وموظفة، ونصب عينيها منافسة الإكوادور.


يذكر أن الموز الأحمر معروف بمذاقه الحلو، إلى جانب احتوائه على عدد كبير من العناصر الغذائية المفيدة، التي تساعد في الحفاظ على الحالة الصحية للجسم، وهو من أشهر الفواكه الموجودة في جنوب شرق آسيا.

ويحتوي الموز الأحمر على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية والفيتامينات، مثل البوتاسيوم، والماغنسيوم، وفيتامين ج، وفيتامين ب 6، إضافة إلى كمية مناسبة من الألياف.كما يمتاز الموز الأحمر بقلة سعراته الحرارية ويعمل على خفض ضغط الدم، ويحتوي على الماغنسيوم المهم للتحكم فيه ، حيث توفر موزة حمراء صغيرة ما يقرب من 8٪ من الاحتياجات اليومية للفرد من هذا المعدن، لذلك فإن تناول الموز الأحمر يكون له فعالية كبيرة في خفض ضغط الدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *