الرياضة

البدلاء والجماعية… طريق “ الأتزوري” للهيمنة على الكرة الأوروبية

جدة- البلاد

حمل البديل فيدريكو كييزا لمحة من تاريخ عائلته، عندما هز الشباك خلال فوز إيطاليا 2-1 على النمسا، بعد وقت إضافي في الدور ثمن النهائي لبطولة أوروبا 2020 لكرة القدم السبت، ليستغل فريق المدرب روبرتو مانشيني اللعب الجماعي من أجل التأهل إلى ربع النهائي. واللاعب البالغ من العمر 23 عاما، الذي ضاعف هدفه البديل الآخر ماتيو بيسينا، هو ابن مهاجم إيطاليا السابق إنريكو كييزا، الذي سجل أمام جمهورية التشيك في بطولة أوروبا 1996 بملعب أنفيلد في ليفربول.

وبينما خرج فريق كييزا الأب من دور المجموعات في هذه البطولة، يتجه فيدريكو وزملاؤه إلى ربع النهائي في ميونخ أمام بلجيكا أو البرتغال بعد فوز صعب على المنتخب النمساوي العنيد. وفي سعيه للعودة إلى ملعب ويمبلي من أجل المباراة النهائية في 11 يوليو، ورفع كأس بطولة أوروبا لأول مرة منذ 1968، استخدم مانشيني بالفعل 25 من 26 لاعبا ليظهر عمق وحجم المواهب المتاحة لديه. ورغم أن المنتخب الإيطالي قدم أداء ممتعا في دور المجموعات، وفاز بمبارياته الثلاث من دون أن تهتز شباكه ليمدد مسيرته الخالية من الهزائم التي بدأت في سبتمبر 2018، فإنه وجد في المنتخب النمساوي منافسا صعب المراس، ونفذ فريق المدرب فرانكو فودا 19 تدخلا في المباراة، وتصدى للكرة 9 مرات، بينما واجه مهاجمو إيطاليا لورينتسو إنسيني وتشيرو إيموبيلي ودومنيكو بيراردي صعوبات في إيجاد مساحات أو صناعة فرص للتسديد على المرمى. وفي نهاية 120 دقيقة بملعب ويمبلي، كان اللاعبون الثلاثة قد غادروا الملعب رغم تردد مانشيني في إجراء تغييرات حتى منتصف الشوط الثاني من الوقت الأصلي.

هدف رائع
اشترك كييزا، الذي تألق خلال فوز إيطاليا على ويلز في مباراتها الأخيرة بدور المجموعات، بعد مرور 84 دقيقة بدلا من بيراردي ولم يستغرق الكثير من الوقت للدخول في أجواء اللقاء. فقد سجل لاعب يوفنتوس هدفا ممتازا بعد مرور 5 دقائق من الوقت الإضافي، حيث سيطر ببراعة على الكرة ثم سدد بقدمه اليسرى من زاوية صعبة محرزا هدفه 13 هذا الموسم مع ناديه ومنتخب بلاده.
ولا تُظهر حقيقة أن كييزا وبيسينا، الذي سجل هدفا أمام ويلز، كانا من بين 5 تغييرات أجراها مانشيني؛ الجودة التي يعتمد عليها المدرب فقط، بل توضح أيضا أن المنتخب الإيطالي سيكون بحاجة إلى كل قطرة عرق من لاعبيه لكي يحرز اللقب.

وتعين على المنتخب الإيطالي أيضا التصدي لهجوم نمساوي في الدقائق الأخيرة بعد أن منح ساشا كالايجيتش الأمل لفريقه مع تبقي 6 دقائق على النهاية، لكن إيطاليا صمدت لتعزز مسيرتها الخالية من الهزائم إلى 31 مباراة، وهو رقم قياسي للفريق.
وتحدث مانشيني عن وجود 26 لاعبا أساسيا في تشكيلته، وبينما قد يكون هناك استياء من إشراك اللاعبين بالتناوب من مباراة لمباراة، فإن التغيير الذي تسببت فيه جائحة كوفيد-19 بإجراء 5 تبديلات بدلا من 3 معناه المزيد من الفرص للاعبين من أجل التألق.

وقال مانشيني “البدلاء صنعوا الفارق لنا، لكن كل من يشارك يبذل قصارى جهده. أنا سعيد لأن اللاعبين قدموا كل ما لديهم من أجل الفوز حتى رغم شعورنا بالإرهاق”.
وكان الفوز الصعب على النمسا أول اختبار حقيقي للمنتخب الإيطالي كأحد المرشحين لإحراز اللقب، خاصة أنها كانت أول مباراة يخوضها بعيدا عن أرضه في البطولة.
لكن يبدو أنه حتى بعيدا عن عرينها في روما، فإن هذه التشكيلة المكونة من 26 مقاتلا ربما تملك كل ما يلزم للسيطرة على أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *