الرياضة

رونالدو.. شباب دائم وأرقام قياسية لا تنتهي!!

جدة- البلاد

ينتمي رونالدو إلى مجموعة من الرياضيين الاستثنائيين الذين تحدوا التقدم في العمر بفضل العقلية الاحترافية والتغذية الصحية والرعاية الطبية.
فالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قدم ومازال يقدم نموذجا رائعا للرياضي المتألق الذي يتحدى نفسه باستمرار للحفاظ على لياقة عالية وتحقيق الأفضل وتحطيم الأرقام القياسية بلا هوادة. وذكر تقرير لـ “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية، أن جسم كريستيانو رونالدو المثالي يلخّص قصة نجاحه، فقد بناه بعناية فائقة واستطاع أن يحافظ عليه حتى سن السادسة والثلاثين، متطلعا إلى المزيد من الإنجازات.
ويتميز رونالدو بخصر منحوت وظهر مستقيم، وعضلات بطن مفتولة، وقفزات مذهلة أقرب إلى ما يقوم به نجوم كرة السلة منها للاعبي كرة القدم.
ويتنافس النجم البرتغالي منذ سنوات عديدة مع نجم برشلونة، ليونيل ميسي، لكن رونالدو يفتخر بكونه عصامي التكوين.

طفولة صعبة
واجه رونالدو الكثير من الصعوبات منذ أن ولد في جزيرة ماديرا الفقيرة. أرادت والدته إجهاضه، لكن القانون البرتغالي لم يكن يسمح بذلك عام 1985. وذكر رونالدو في وقت لاحق أن والده، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الأنغولية، كان يعاقر الخمر طوال الوقت، وكان ذلك من الأسباب التي دفعته لإثبات ذاته.
انضم رونالدو إلى أكاديمية سبورتينغ لشبونة، ولكنه واجه موجة من السخرية بسبب لهجته الماديرية. وفي سن 18، أخذته موهبته إلى إنجلترا وتحديدا إلى نادي مانشستر يونايتد. وبعد مرور عام على بداية التجربة الإنجليزية، خسرت البرتغال نهائي بطولة أمم أوروبا 2004 أمام اليونان، لكن رونالدو استطاع أن يثبت علوّ كعبه.

ذكاء متقد
النجم البرتغالي أثبت ذكاءه بما فيه الكفاية لفهم قواعد اللعبة، وأدرك أن نقطة قوته الوحيدة آنذاك، وهي التوغل السريع على الأجنحة، لن تجعله أفضل لاعب كرة قدم في العالم.
لم يكن رونالدو حينها متمكنا من التسديدات الرأسية أو تنفيذ الركلات الحرة. لهذا السبب، عمل على تطوير تلك المهارات، ومن خلال التمارين اليومية المكثفة، تمكن من تعلّم الكثير من الأشياء الجديدة.
وبسبب جسمه النحيف، لم يكن مستقبل رونالدو الكروي واعدا، ولكن من خلال جدول التدريبات الصارم الذي كان يتبعه، قام ببناء عضلات جسمه وأصبح مفتول العضلات.
كان النجم البرتغالي يمارس التمارين الرياضية باستمرار، حتى في أيام الراحة، وتقول راكيل فاز-بينتو، أستاذة العلوم السياسية في المعهد البرتغالي للعلاقات الدولية والأمن، إن رونالدو أصبح نموذجا للجيل البرتغالي الذي هاجر بعد الأزمة المالية.
وتلخّص بينتو مشوار رونالدو قائلة “إذا كنت تمتلك الموهبة والطموح، وإذا قدمت الكثير من التضحيات، سوف تنجح”.

الوصول للقمّة
لم يكن مشوار رونالدو مفروشا بالورود، بل مرّ بالكثير من الصعوبات، ومنها إصابته الخطيرة عام 2014، لكنه تجاوز الأمر واستعاد قوته ولياقته. وبعد أن تم تحذيره من الأضرار المزمنة التي قد تلحق بركبته اليسرى، تحوّل من لاعب يحب المراوغة واللعب في المساحات، إلى قلب هجوم كلاسيكي، وعادة ما يلمس الكرة مرة واحدة على الأكثر قبل التسديد، ولا يشارك كثيرا في الجهد الدفاعي.
في نهائي يورو 2016، حين لعب للحصول على أول لقب للبرتغال في بطولة كبرى، غادر متأثرا بالإصابة بعد 25 دقيقة من بداية المباراة، ثم وقف يوجّه زملاءه من على مقاعد البدلاء كما لو أن المدرب غير موجود.
فازت البرتغال على فرنسا في الوقت الإضافي، وفي حديثه بعد المباراة، قال رونالدو إن الأهم هو الفوز بالكأس وليس الإنجاز الشخصي، مضيفا “كان هذا اللقب الذي ما زلت أفتقده في مسيرتي. لقب فزت به بفضلكم”.

فاز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات، مقابل 6 مرات لميسي، لكن الجدل حول من هو الأفضل سخيف للغاية -حسب التقرير- تماما مثل مناقشة ما إذا كان مايكل أنجلو أفضل من ليوناردو دافنشي. لقد طوّرت المنافسة الشخصية بين اللاعبين من أدائهما معا.
في هذا الصدد، يقول النجم الفرنسي كيليان مبابي “ميسي كان مفيدا لرونالدو، ورونالدو كان مفيدا لميسي”. وقد نشأ مبابي، أحد أفضل اللاعبين في العالم حاليا، مع ملصقات رونالدو في غرفة نومه، ويعتقد أنه لا يضاهي أيا من النجمين رونالدو وميسي.
وأوضح مبابي في مقابلة مع مجلة “إسكواير” قبل فترة “إذا حاولت أن تقنع نفسك أنك ستقدم أداء أفضل منهما، فهذا يتجاوز الغرور أو الإصرار، إنه قلة وعي. هذان اللاعبان لا يقارنان مع أحد”.

إصرار على مواصلة التألق
وحسب التقرير، ينتمي كل من ميسي ورونالدو إلى مجموعة من الرياضيين العظماء الذين تحدوا التقدم في العمر بفضل العقلية الاحترافية والتغذية الصحية والرعاية الطبية، على غرار نجمي التنس روجر فيدرر وسيرينا ويليامز، وكلاهما في الـ39، ونجم كرة القدم الأميركية توم برادي الذي ناهز عمره 43 عاما.
يضيف الكاتب أن رونالدو ما زال يملك الدوافع للتألق، فكل هزيمة هي إهانة شخصية، وكل تمريرة خاطئة من أحد زملائه تعتبر مأساة. كما أنه مثالي بالقدر ذاته خارج الملعب، فقد ساعد في إبعاد شقيقه هوغو عن المخدرات وقدم التبرعات إلى الجمعيات الخيرية سرا.
لكن على الرغم من أن عدد متابعيه على فيسبوك بلغ 148 مليونا، أي أكثر من أي شخص مشهور آخر، فإن إنجازاته لم تجعله محبوبا كثيرا خارج البرتغال، وفقا للتقرير. فكثيرا ما يستفزه الجمهور بهتافات مثل “ميسي ميسي”، بينما هاجمه الجمهور المجري في مباراة المنتخبين في اليورو بتعليقات مسيئة. ودون أن يتأثر بالإهانات، سجل رونالدو هدفين في مباراة انتهت بفوز البرتغال 3-0.
سجل رونالدو 109 أهداف في 178 مباراة دولية، وبقيادته منتخبا برتغاليا أقوى مما كان عليه قبل 5 أعوام، يقترب من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية، والذي يملكه الإيراني علي دائي بـ109 أهداف أيضا، ولا يبدو أنه قريب من التوقف عن تحطيم المزيد من الأرقام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *