رياضة مقالات الكتاب

المواهب من الكشافين لأكاديمية مهد

لو عدنا بالذكرة للأجيال السابقة، وما مر على كرتنا من مواهب نجد أن هناك أساطير خلدوا أسماءهم بماء الذهب في تاريخ الكرة السعودية حتى أصبحوا في ذاكرتنا حاضرين؛ نظير ما قدموا من عطاء لا يحصى سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.
تلك الأسماء كانت بداياتهم بسيطة انطلاقاً من الحواري أو من الانتساب للفئات السنية في الأندية والتدرج حتى أصبحوا عمالقة في اللعبة ووصلوا برياضتنا عنان السماء ورفعوا راية بلادنا في جميع المحافل القارية والعالمية.

في تلك الحقبة من الزمان، كانت الرياضة بسيطة ولم تحظ بالدعم الذي نراه الآن ورغم تلك الظروف لم تفتقد للقوة وشراسة المنافسة وحصول المنتخبات على الكثير من البطولات صحيح لم يكن هناك دوافع ومميزات كالتي نراها اليوم، ولكن كان العشق للعبة هو الدافع الأول الذي أوصلهم لأقصى طموحهم.
اليوم وقد تغير الحال وأصبحت كرة القدم في المملكة بشكل مختلف إذا تكلمنا عن المنشآت والتهيئة وقيمة العقود والمعسكرات ووووو الخ. فكل هذا يحتاج إلى اكتشاف المواهب والمحافظة عليهم من التسرب لمجالات أخرى بسبب عدم إتاحة الفرصة لهم لتقديم موهبتهم.

نعم كانت الحواري هي الممول الأكبر للأندية وكانت دوريات الحواري هي الطريق لإظهار تلك المواهب عبر الكشافين المنتشرين في أنحاء المملكة، والذين يحظون بثقة كبيرة من رؤساء بعض الأندية.
ولكن للأسف ما نراه الآن هو الشح في هؤلاء الكشافين ولعل السبب يعود للأندية نفسها، التي لا تعتمد كثيراً على ما يقدمه لها هؤلاء الكشافون من أسماء أو ربما لعدم قناعتهم بما هو متاح وأصبحت مصادر التغذية لتلك الأندية تعتمد على من هم في النادي نفسه سواء من أشخاص أو لجان، وأهمل دور الكشاف ودور الحواري التي تمتلك ثروة كبيرة من المواهب وأصحاب الإمكانات. وربما تكون الأكاديميات الخاصة سببا في تقليل دور الكشاف.

الاعتماد على الكشافين في هذا الأمر لا يكفي؛ وذلك لوجود مصدر وممول أهم بكثير من دواري الحواري الذي ربما يخضع للمحسوبيات والمجاملات. ذلك الممول الذي يجب أن يكون مصدرا مهما نعتمد عليه في إنتاج المواهب وتنمية مهاراتهم، هي المدارس التي كانت حاضرة في الكثير من الدول ولعل أهمها اليابان وتلك النقلة النوعية التي حدثت في الكرة اليابانية.

لماذا لا يكون هناك اتفاقية بين وزارة الرياضة ووزارة التعليم لتبني هؤلاء المواهب وتنمية قدراتهم والاستفادة منهم في تغذية الأندية التي أصبحت تعتمد على العنصر الأجنبي أكثر من المحلي.
نحن متفائلين بإنشاء أكاديمية مهد لاكتشاف المواهب في سن مبكرة من المدارس أو حتى من أولياء الأمور بتسجيل أبنائهم في الأكاديمية.
المملكة العربية السعودية تمتلك ثروة هائلة من أصحاب المواهب في جميع المجالات الرياضية وأكاديمية مهد هي الطريق الصحيح لإظهار تلك المواهب. لذلك نقول إن مهد هي مستقبل رياضتنا.
@bbbnbbb1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *