متابعات

أمالا .. ريفيرا الشرق .. مقصد السياحة العلاجية

جدة ـ خالد بن مرضاح

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة تطوير البحر الأحمر، جون باغانو، الفرق بين مشروع «أمالا السعودية» ومشروع البحر الأحمر ،وذكر «باغانو»، أن مشروع أمالا يعد وجهة سياحية أخرى، وتقع على بعد 200 كم تقريبا شمال مشروع البحر الأحمر.

وأكد أن تضاريس مشروع «أمالا» تختلف عن تضاريس مشروع البحر الأحمر، حيث تتمتع بجبال وكهوف رائعة على الخط الساحلي. وأضاف أن كلا المشروعين في مجال الضيافة والسياحة إلا أن أوجه الاختلاف بينهما أكبر من أوجه الشبه، منوهًا بأن مشروع “أمالا” يركز على السياحة العلاجية، ويهدف لخلق مركز أقليمي للتمتع بالصحة والعافية، حيث يعتبر وجهة مناسبة لمن يرغب بالتعافي.

وتعد آمالا وجهة استثنائية تمتد على سواحل البحر الأحمر وتتميز بتقديمها لتجارب شخصية فريدة من نوعها صُممت خصيصاً لنخبة من الزوار، ومستوحاة من عالم الفنون والثقافة والصحة والرفاهية ومتعة الاستجمام ونقاء البحر الأحمر، والمشروع قائم بحد ذاته على الموارد البيئية والطبيعية التي يتضمنها، من المناظر الجبلية الساحرة إلى الكائنات الحية البرية والبحرية التي تنبض بالحياة، ولعل أهم هذه الموارد على الإطلاق والذي يشكل الكنز الدفين لمشروع أمالا هي الشعاب المرجانية في البحر الأحمر المصنفة على أنها من أنواع الشعاب النادرة المحافظ عليها حتى الآن، وذلك لما تحتويه من مختلف أشكال الحياة البحرية المهددة بالانقراض والتي تعيش وتتكاثر في هذه المنطقة. وبوجود أكثر من 140 نوعا من المستعمرات المرجانية المختلفة والمميزة تشكل هذه الشعاب 6.2 % من إجمالي الشعاب المرجانية العالمية، وبما أن أمالا تشجع زوارها على اكتشاف هذه العجائب الطبيعية فلابد لها أن تقوم بحماية رأس المال الطبيعي البحري والبري وتعزيزه لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية.

ويتم ذلك بمساعدة مجموعة من المختصين بعلوم الأحياء والبحار والمحيطات، حيث تم عقد شراكات استراتيجية معهم من أجل القيام بمبادرات بحثية هامة تهدف للحفاظ على الحياة البحرية، وتم التمكن من تحديد أربع مجالات ذات أهمية كبرى للعمل عليها وهي: إدارة الشعاب المرجانية، وحماية الأنواع المميزة منها، وإدارة المحميات البحرية، ومكافحة التلوث البلاستيكي. وهذه المجالات تساعد في تحديد أولوية المبادرات المختلفة التي سيتم القيام بها كنقل الشعاب المرجانية التي قد تتأثر بأعمال البناء إلى أماكن أخرى آمنة، وتحسين طرق معالجة مياه الصرف الصحي ومنع أي تصريف صحي أن يصب في البحر، وفرض حظر شامل على الصيد كنشاط ترفيهي للضيوف وتنمية المحميات السمكية بدلاً من ذلك، والمتابعة الدقيقة لمستويات التلوث، وسياسة اليخوت الصديقة للبيئة، وغيرها الكثير من المبادرات المختلفة.


ولا بد في هذا السياق أن نتحدث عن التنسيق الذي يتم مع المشروع العملاق الأكبر الشهير: “مشروع البحر الأحمر”. حيث يتم العمل على تحقيق التآزر والتماهي في التخطيط والتصميم والتطوير بين مشروع أمالا ومشروع البحر الأحمر ليتم تعزيز وتنشيط المنطقة بأكملها. ويتم من خلال هذا التعاون العمل على توسيع مواطن الحياة البرية والبحرية كالشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وأشجار المانغروف والنباتات البرية المختلفة، ويتوقع تحقيق فائدة صافية من ذلك بنسبة 30 % بحلول عام 2040، كما تم تقليص المساحات الخضراء التي سيستغلها مشروع أمالا في عمليات البناء إلى 5 % فقط مع العناية بباقي المساحات وحمايتها من أجل الحفاظ على قيمتها، إضافة إلى ذلك فسيتم وضع حد أقصى لعدد الزوار السنوي بـ 500000 زائر.

لقد برزت أهمية الصحة وتأمين الوقاية والسلامة أثناء جائحة Covid-19 العالمية وأصبحت الشغل الشاغل للمسافرين أكثر من أي وقت مضى، ومع استمرار تأقلم صناعة السياحة والسفر مع الوضع الجديد، ظهرت الحاجة إلى تحقيق الرفاهية النفسية والعاطفية وهذا ما أدركه جيداً القائمين على مشروع أمالا وعرفوا أهميته في إحداث توازن متناغم بين العقل، والجسد والروح والطبيعة.


ومن وجهة نظر جون باغانو الرئيس التنفيذي لمشروع أمالا؛ فإن الخروج في الهواء الطلق بين أحضان الطبيعة وبعيداً عن الشاشات ومصادر التوتر المتنوعة يعتبر ضرورةً ملحة تزيل عنا أعباء الروتين وتمنحنا فرصة لأخذ استراحة من ضغوطات الحياة، فالتجول في المساحات الخضراء يمنحنا شعوراً بالهدوء والسكينة ويحفز اتصالنا الروحي بعالمنا المحيط إضافة إلى النشاط البدني المهم لصحتنا، وهذا كله يحسن أداءنا الفكري والعقلي ويزيد من نشاطنا وتركيزنا، كما أن بعض التجارب والممارسات التي توفرها أمالا كالاستحمام في الغابة لأغراض الشفاء والتأمل يقوي ارتباطنا بالطبيعة من حولنا ويسمح لنا بأن نعيش وكأننا جزء من منظومة كبرى مترابطة بشكل وثيق. ومع تبني هذه المفاهيم والعمل على تحقيق هذه الغايات لا بد لأمالا أن تكون التجربة التي ستغير حياة الكثيرين من زوارها وتجدد جسدهم وتضيء أرواحهم وتعدهم بإشراق دائم.

وانطلاقاً من إيمان أمالا بأن نجاحها يتوقف على قدرتها على إلهام وتحفيز ضيوفها، يتم العمل على تشكيل نظام بيئي صحي مرتكز على الفرد في كل جوانبه من أجل المضي نحو ثقافة الرفاهية الشاملة، من التراث والفن الاستثنائي إلى السلامة والصحة المتكاملة والتأمل في مساحات الطبيعة الفاتنة، والخروج بتجربة مميزة تلبي جميع تطلعات الزوار.

ستضم وجهة الخلجان الثلاثة في أمالا معظم الخدمات الصحية لتكون بذلك وجهة متكاملة للنقاهة والاستجمام وأكبر ملاذ صحي شامل في العالم من خلال منتجعات طبية من الدرجة الأولى تحتوي على أرقى المرافق التشخيصية والعلاجية الحديثة.


وستشكل الكنوز الطبيعية في أمالا خلفيةً للعديد من النشاطات الترفيهية والرياضية المتنوعة مثل الغولف والفروسية وسباق الهجن وغيرها الكثير، لتتيح بذلك لزوارها الاستمتاع بالأنشطة الجماعية في أحضان الطبيعة الهادئة والجميلة.

كما إن تجربة التغيير الشاملة التي تقدمها أمالا لضيوفها الذين يتطلعون لأن يصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم هي العامل الذي سيساعد على تحديد النجاح، لذلك سيضمن فريق متكامل من المدربين والخبراء والفنيين والمضيفين والمتخصصين في الصحة وكل مايتعلق بها كالتغذية، والرشاقة، وعلم الطاقة والحياة والتنفس وغيره من أن يتمكن يصل زوار أمالا من الوصول إلى التميز الشخصي وتحقيق الازدهار النتائج الإيحابية المرجوة نحو حياة أفضل جودة في جو مليءٍ بالدعم والمساندة والتحفيز.

وبذلك تجمع أمالا الخبرات المتبادلة في الفنون والثقافة والرفاهية والرياضة ومتعة الاستجمام ونقاء البحر الأحمر، لينغمس زوارها في تجربة مفعمة بالمناظر الساحرة والفعاليات المدهشة والتجارب المثيرة الاستثنائية، هذا وتتيح أمالا لزوارها تقديم خدماتهم للمجتمع من خلال المبادرات الخيرية وبرامج البيئة التي ستجذب العالم لأمالا ليصل صوت أمالا للعالم أجمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *