ما أكثرهم، لكنهم غير موجودين.. أولئك هم أطباء الأسنان من المواطنين.. وما أكثر كليات طب الأسنان، وما أكثر المتخرجين منها.. في المقابل ما أكثر مراكز الأسنان الأهلية، بل صارت تنافس في عددها عدد البقالات ومحلات التموينات في كل شارع !!.. فهل أسناننا إلى هذه الدرجة متهالكة؟ أم أصبح طب الأسنان تجارة مربحة؟.
في المملكة قرابة 42 جامعة بين حكومية وأهلية، كلها تقريباً فيها كليات طب أسنان، بل قد يكون ضمن جامعة واحدة أكثر من كلية طب أسنان موزعة في المحافظات التي تخدمها الجامعة.. كما تم الترخيص لجامعات أهلية لطب الأسنان، وكل هذا يسجل للوطن، كما يؤشر إلى قفزات تعليمية تحققت في سنوات قليلة.. ليس كل الناس يستطيعون تحمّل تكاليف مراجعة مراكز الأسنان الأهلية، بخاصة أن حكاية معالجة الأسنان لا تقتصر على زيارة واحدة، بل رحلة طويلة: مواعيد، مراجعات، معالجات، تنظيف، تقويم، تلبيس، تركيب، زراعة، نزع عصب، فضلاً عن ابتسامات هدفها منافسة نجوم السينما.. وكل تلك تستنزف الجيب، وتقضي على المدّخر، فيما عيادات الأسنان المجانية عددها قليل، ولا تكاد تفي بالاحتياج.. فضلاً عن مواعيدها البعيدة.. فتكاثرت مراكز الأسنان التجارية، ونرجو ألا يأتي يوم نرى فيه تجّار شنطة أسنان يعالجون الأسنان على الأرصفة، كما يحدث في بعض الدول.. تجارة طب الأسنان باتت تجارة تدر الأرباح الطائلة..
عندما يتألم طفلك من أسنانه ستجد نفسك في حيرة، فلا طوارئ قريبة كما في التخصصات الأخرى.. ولا عيادات عامةً تعمل نهاية الأسبوع.. وإن ذهبت لمركز الرعاية الصحية الأولية في الحي فأقصى ما يعمل لك هو التحويل وستجد نفسك أمام مواعيد بعيدة (وألم السن لا ينتظر)، فتجد نفسك مضطراً لمركز أسنان أهلي، وعليك أن تدفع قبل كل مراجعة.
إن الأمل أن تكون هذه المقالة سبباً في مزيد من الاهتمام بموضوع العناية بعيادات معالجة الأسنان.. والله الموفق.
ogaily_wass@