البلاد – مها العواودة
دعا مسؤولون وسياسيون لبنانيون إلى سرعة إعادة تنشيط التسوية الداخلية والمبادرات ، محذرين من أن لبنان أمام حالة إنهيار تام مع احتدام الصدام العلني بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون ، مع اتساع الأزمات الاقتصادية والصحية، مشددين على ضرورة عودة البلاد إلى الحاضنة العربية والانفتاح على المجتمع الدولي بعد أن بقيت في عزلة كاملة لسنوات بسبب تغول النفوذ الإيراني عبر حزب الله وميليشياته الإرهابية.
بداية يؤكد د. مصطفى علوش مستشار سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، أن الاصطدام القائم بين رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية يمثل آخر طريق مراوغة التيار الحر وعرقلته لتشكيل الحكومة وذلك من خلال تأكيد رئيس المجلس النيابي على موقف بهذا الخصوص، مما ينذر بالمزيد من التأزم والصدام، الأمر الذي يطرح سريعا خيارات إلزامية قد تعيد النظر بتركيبة لبنان على أساس أن كل طائفة تستقل بذاتها. في السياق أوضح النائب وهبي قاطيشا ،العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ومستشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن لبنان يتجه نحو المزيد من التدهور والانهيار في ظل الاصطدام المزمن بين عون وبري مرجعا سبب ظهوره للعلن مؤخرا إلى حالة الإفلاس التي تمر بها المنظومة الحاكمة، مما يفجر الوضع ويضع لبنان في حالة تأزم أوسع وأكثر تعقيدا. ولفت إلى أن ما أثار حفيظة بري هو الانتقاد العلني من قبل الرئاسة، وأن هذه اللغة لم يعهدها لبنان منذ عهد الاستقلال بين السياسيين اللبنانيين.
مؤكدا أن منظومة الإفلاس السياسي في لبنان التي يقودها حزب الله والتيار الوطني الحر ستزيد معاناة لبنان و اللبنانيين.
أزمات اقتصادية وصحية
ويتفق عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله ، مع الآراء السابقة بأن التشابكات الحالية تعبر عن عمق المأزق السياسي الداخلي وقال” نحن أمام إعادة إحياء كل الاصطفافات الطائفية المذهبية على إيقاع وجع الناس والأزمة الغذائية وأزمة القطاع الصحي والمحروقات وأمام كل ذلك لم يتمكن المعنيون بتشكيل الحكومة من إيجاد تسوية سياسية” مؤكدا أن الحسابات السياسية والطائفية عند كافة الأطراف تتغلب على مصلحة الناس وإنقاذ البلد. وأضاف “نحن أمام عجز كل السلطة عن إيجاد مخرج ينهي هذه الأزمة ويوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع بينما يعمل الجميع باتجاه أخد وصياغة الحصص السياسية والحسابات السياسية الضيقة”. وحذر بلال من أن لبنان أمام انهيار كامل في حال لم يسارع إلى إعادة تنشيط التسوية الداخلية والمبادرات التي من شأنها تحسين أوضاع البلد مع التأكيد على أن لبنان بحاجة دائما إلى الاحتضان العربي والانفتاح على المجتمع الدولي بعد أن بقي في عزلة كاملة لسنوات.
