الرياضة

الأهلي والاتحاد… 12 عاما بـ”دوري وحيد”!!

جدة – محمد بن نافع

على الرغم من أن كرة القدم بدأت من مدينة جدة الساحلية. تلك المدينة الحالمة التي عشقت كرة القدم وباتت هذه اللعبة تشكل جزءا يوميا من حياة سكانها، وبعد ذلك شهدت كافة مُدن المملكة نشاطاً كرويًا كبيرًا وعظيمًا، توج باهتمام كبير من الجهات الرسمية في الدولة مانتج عنه إنجازات عظيمة للوطن في كافة المجالات والكثير من المحافل، رفعت فيها راية العز السعودية.
ولنعد إلى مهد الكرة في المملكة، وهي مدينة جدة، وتحديدًا نادي الاتحاد، وجاره وغريمه التقليدي النادي الأهلي، وهما قطبا المنطقة الغربية ولهما باع طويل في الكرة السعودية وكذلك في المحافل الدولية والقارية، ولا يمكن للتاريخ أن يتجاوز الإنجازات الوطنية دون أن يقف عند ( قطبي جدة) نظير تاريخهما الكبير خصوصًا الفريق الاتحادي الذي صنع المجد، وكتب اسمه بمداد من ذهب في سجلات المجد ومنصات التتويج الآسيوية.


ولكن يبدو أن الأمور لدى قطبي الغربية لم تستمر بالشكل المطلوب ولم ترتق لتلبي تطلعات وطموح جماهير الناديين بعد غيابهما عن التتويج بلقب الدوري السعودي في آخر (12) عامًا، والاكتفاء بلقب وحيد لكل منهما، وهو ما يعني تراجعا في الطموح والأداء الإداري والفني لكليهما؛ رغم الشعبية الكبيرة التي يتمتعان بها، إلا أن التراجع ذلك كانت له العديد من الأسباب والمسببات ولعل أبرزها…

ابتعاد الشرفيين المؤثرين
لطالما كان لأعضاء شرف ناديي الاتحاد والأهلي بصمة واضحة وجلية وتاريخية في حضور كلا الناديين على منصات الذهب والتتويج بالبطولات وتزيين سجلات التاريخ لهما، وهذا ما لايمكن إنكاره، فهناك العديد من الأسماء الشرفية التي قدمت المال والجهد والعمل الإداري المتقن وجلبت بتلك المعادلة مايرضي شغف الجماهير المتعطشة والعاشقة للذهب، إلا أن النتيجة العكسية لبُعد أعضاء الشرف كانت مؤثرة للغاية؛ حيث غابت الكفاءات الإدارية المميزة، وكذلك القوة المالية الداعمة بشكل كبير جدًا.

غياب الاستقرار الفني والإداري
مما لاشك فيه، أن الاستقرار الفني والإداري من أهم العوامل الأساسية لنجاح أي عمل يتعلق بالأندية وهذا ماغاب عن الناديين منذ موسم 2009 حيث أشرف على الاتحاد فنيا ما يقرب من (25) مدربًا خلال الـ (12) موسمًا الأخيرة، وتولى كرسي الرئاسة خلال تلك السنوات مايقرب من الـ (13) رئيسًا بمعدل مدربين لكل موسم، ورئيس لكل موسم تقريبًا، والحال ذاته ينطبق على الجار الأهلي؛ حيث تولى تدريبه خلال الـ (12) عامًا الماضية مايقرب من الـ (18) مدربًا، فيما تعاقب على كرسي رئاسته (11) رئيسًا.. وهذا معدل كبير جدًا ويضرب في عمق الاستقرار الفني والإداري، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على مسيرة الناديين خلال السنوات الماضية، فباتا يعانيان ويلات الصعود للمنصات وصعوبة بالغة في خطف لقب الدوري؛ البطولة الأقوى والمقياس الحقيقي لنجاح وجهد أي عمل إداري وفني.

إذن… هي تراكمات تحالفت وتكالبت على قطبي الغربية، فدفعا ثمن الكثير من الترسبات والأخطاء الفنية والإدارية ليعود منحناهما للانخفاض من جديد وسط توهان وصعوبة في الحفاظ على الإرث التاريخي الكبير، وفشل في الارتقاء لذائقة الجمهور العظيم المتعطش، وصاحب النكهة الخاصة في الملاعب السعودية والآسيوية والفشل الذريع في إرضاء تلك الجماهير، التي صبرت وعانت كثيرًا، ووقفت ودعمت ولكن لا أمل قريب، ولا نورا، يعيد تلك الهيبة وتلك الليالي الهنية التي لطالما تغنت وتراقصت على أنغامها مدرجات ” نادي الوطن” و” سفير الوطن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *