رياضة مقالات الكتاب

قل لي من تشجع لأتقبل رأيك

كثيرة هي العداوات التاريخية بين جماهير أندية كرة القدم في العالم، وأركز على عداءات لأنها تحولت من مرحلة التنافس على أرض الملعب والدعم الجماهيري للفريق في المدرّج لتصل إلى عداءات لفظية وجسدية؛ مثلما يحصل ما بين جماهير بوكا جونيور، وريفربليت على سبيل المثال.

قد يقول قائل إننا بعيدون عن هذا الوضع، وهذا أمر نسبي حيث إننا وصلنا لمرحلة الإساءات في القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها تُلطف تحت مصطلح (الطقطقة) الذي تبناه الإعلاميون وروجوا له بأنه أمر لا بأس به على شرط توقفه عند حد معين، وهذا الحد لم يعد أحد يعرف ما هو في الحقيقة؛ حيث أصبح من يعبرون عن رأيهم في المواضيع التقنية البحتة في اللعبة يواجهون بالتنمر وبهجوم عاصف ومتجاوز في وسائل التواصل الاجتماعي، وربط تقبل رأيهم بالنادي الذي يشجعه صاحب الرأي بدلاً من التحاور للمعرفة وتبادل وجهات النظر، وردود الأفعال هذه تجعلني أتساءل.. ألم يتم تجاوز الخطوط الحمراء بمراحل ولمرات متعددة منذ فترة، حتى وصلنا لمرحلة أن هناك من يجاهر ويباهي بعدم متابعته للمنتخب بحجة عدم مشاركة لاعبي فريقه المفضل، وأقول لهم إن منتخب المملكة العربية السعودية الذي يمثل (مواطني) المملكة العربية السعودية ليس قاصراً أو حكراً على ناديك (السعودي) أو لاعبيه (السعوديين) بل هو منتخب الوطن ولجميع المواطنين، وستظل الأغلبية تشجعه؛ لأنه يمثل الوطن سواء شاهدت وشجعت أم لم تقم بذلك.

إن قواعد السلوك الرياضي الأخلاقي يجب أن تمتد إلى خارج الملعب عن طريق التوعية، فلابد من وجود حملة توعوية على مستوى كبير تمتد منذ بداية الموسم حتى نهايته، متبناة من قبل إحدى شركات القطاع الخاص الكبرى أو تحت رعاية مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتكون مبادرة دائمة؛ مثل مبادرة كتابة الأسماء بالخط العربي، إضافة الى دعم ذلك من خلال البرامج التلفازية في القنوات الرياضية الوطنية، والدور الرقابي حيث إن مثل هذه الحملات لابد من تكامل جميع الأدوار بها؛ لكي تكون مخرجاتها ملموسة.

بعد آخر:
دائما ما كنت أقول: ليس كل (كابتن) للفريق هو (قائد)، ولعل تعاطي قائد منتخب الدنمارك سيمون كايير مع الأحداث التي صاحبت حادثة اللاعب كريستيان أريكسون أكبر دليل على ذلك.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *