اجتماعية مقالات الكتاب

العودة الرشيقة الآمنة

هناك من تعود على السفر والترحال طوال حياته .. ولكن فجأة داهمتنا جائحة كورونا .. وأقفل العالم أبواب مطاراته وموانئه البحرية وحدوده البرية بل وصل الحال بنا ألا نخرج من منازلنا وألا نختلط بأي من البشر لأسابيع وأشهر طويلة .. وهكذا استمرت هذه الحالة قرابة السنة وعدة أشهر .. ولا زال الحال كذلك للعديد من دول العالم .
في غضون أيام أو أسابيع سيحاول العالم أن يفتح حدوده وأبوابه تدريجيا .. بمساعدة العلماء وخبراء التكنولوجيا الذين يملكون القدرات والرؤية لمساعدة قطاع الأعمال والسفر والسياحة للعودة بأمن وأمان وسلامة .. وخصوصا سلامة القوى العاملة في جميع القطاعات .

هذا وستكون العلامة الفارقة في هذه العودة هي وضع نظم وإجراءات مرنة غير معتادة يمكن تحويلها وتعديلها أو إلغاؤها وفق تطورات الأوضاع الصحية الناتجة عن جائحة كورونا وتحورات فيروساتها .. ومن محاور هذه الإجراءات .
•• الأمن والأمان والسلامة الصحية .. وذلك لن يتحقق إلا بالابتعاد عن التعاملات المباشرة مع البشر .. لذلك يتوجب على الموظفين والمتعاملين أن يرتدوا الملابس والأدوات الواقية .. والاستعمال المكثف لمواد التطهير والتعقيم .

•• سوف يتفاجأ الركاب وجمهور السياحة والمصطافون بأن جميع إجراءات الحجوزات والتسكين .. تتم عن بعد عبر التطبيقات وأكشاك الخدمات الإلكترونية أو الروبوتات تفاديا للاتصال المباشر أو اللمس.
•• ستتغير ملامح ومكونات خدمات السفر والسياحة وستفقد قيمتها وبريقها كخدمات راقية .. المشبعة بالإبهار حيث يلعب العامل الإقتصادي دورا رئيسيا في تقليص النفقات .. وإعادة توجيهها لخدمات أكثر أمانا وسلامة صحية .. هذا وسيسود سلوك ومنهاج التوجه الاقتصادي للشركات .. حتي تعوض خسائرها ألتي تكبدتها خلال القترة الماضية .
•• سيلعب مناخ الأعمال الجديد دورا رئيسيا لصالح العاملين والموظفين الذين يجب أن يتم اختيارهم بعناية كبيرة .. ومن ثم تدريبهم وتعويدهم علي الإجراءات الجديدة .. ويتطلب ذلك الحفاظ عليهم مددا طويلة بقدر الإمكان .. ولن يتحقق ذلك إلا بإعادة النظر في الأنظمة والإجراءات والمزايا والفوائد والعوائد التي يحصل عليها الموظفون من قبل شركاتهم وأولها ..الأمن الوظيفي.

على شركات الطيران وقطاعات الفنادق والسياحة أن تعدل من أنظمة حجوزاتها الخاصة .. وأن تكون أكثر مرونة حيث أن جمهور المنتفعين والعملاء يصعب عليهم اتخاذ قرارات بعيدة المدى فيما يختص بتواريخ السفر والحجوزات عموما لأن أنظمة الدول سريعة التغيير من غير سابق إنذار.
وأخيرا .. هناك حاجة ماسة وفعلية لعودة حقيقية ورشيقة لقطاعي السفر والسياحة .. وذلك لن يتحقق إلا بالإبداع في إنتاج خدمات آلية وصحية آمنة .. تأخذ في الحسبان الرقي والجودة في الخدمات والراحة المطلقة والمرونة في التعامل مع المتغيرات الطارئة دون توتر أو إرهاق ذهني ونفسي وجسدي للعميل والموظف .. ودون أعباء مالية إضافية على الشركات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *