قد تكون لغة الإحباط هي اللغة السائدة بين الجماهير الوحداوية بجميع أطيافها بعد وصول فريقها، لوضع لم يتوقع أكبر المتشائمين أن يصل إليه؛ عطفاً على المستويات والنتائج والترتيب الذي وصل إليه في الموسم
الماضي، فسقف الطموح الوحداوي تجاوز مربع الصراع على الهبوط الذي يهدده حالياً، وبنسبة كبيرة، وذهب للتفكير، وبكل ثقة في مربع المنافسة، وخصوصاً أن
عائق التعثرات الذي أرهق المنظومة الوحداوية كثيراً خلال سنوات العجاف، قد تصدت له وزارة الرياضة بكل اقتدار، وهنا أقصد الجانب المالي- ضالة الوحدة في تلك السنوات.
وبعيدا عن تفنيد الأخطاء الكارثية والمستهلكة طرحاً من جميع الوسط الرياضي بشكل عام، وليس فقط الوسط الوحداوي؛ حتى أصبح القاصي والداني يعلم تماماً التفاصيل الدقيقة لهذه الأخطاء، التي أدت لوصول الفريق لما هو عليه، وبدأت ملامح دوري الدرجة الأولى تلوح بالأفق.
ولكن يظل الأهم في محور حديثنا اليوم أن الفريق رقمياً لم يفقد فرصة البقاء، نعم نتفق أنه تجاوز مرحلة الصعوبة، ودخل في أولى درجات المستحيل على مستوى البقاء، ولكن مازال للأمل بقية، ودائما ما ” تولد المعجزات من رحم المعاناة ” ففوز الفريق في الجولتين المقبلتين، وتعثر المنافسين، قد يضمن بقاء الفرسان، وهذا وارد وبقوة في عالم كرة القدم.
لذلك يجب التركيز من جميع الوحداويين على تحقيق طرف المعادلة الأول، وهو فوز الفريق، وهذا لا يأتي بمجرد التمني ولكن يحتاج إلى دعم كبير وكبير جداً؛ أولها نثر الفضاء الافتراضي بالطاقة الإيجابية، وتحفيز اللاعبين ورفع الدافعية لديهم وزرع الثقة في قدراتهم على تجاوز الأزمة بكل اقتدار، وتخصيص مكافآت ضخمة لهاتين الجولتين تحديداً خلاف المكافاة الكبرى بعد ضمان البقاء، وإعلامهم بها، وهنا يجب على المحبين أصحاب الملاءة المالية التحرك في هذا الجانب والوقوف مع الإدارة لتوفير كل المحفزات المالية حتى يتحقق الهدف.
فالجميع لابد أن يعلم أن العمل على إدارة أزمة بقاء الفريق وفي ظل كل ما مر به، خلال هذا الموسم قد تكون أسهل بكثير من مسألة العمل على عودة الفريق بعد هبوطه- لا سمح الله- فيجب التشبث بأمل البقاء والصراع بكل قوة على تحقيقه.
وخصوصاً أن الفريق مازال يملك المقومات الفنية القادرة على ذلك، وما يحتاجه فعلاً هو ما تم ذكره سابقاً .. وفالكم التوفيق يا فرسان.
بقعة ضوء
تعودنا من الفرسان .. عدم الاستسلام.