اجتماعية مقالات الكتاب

عسر المزاج

“إندرا نويي” سيدة أمريكية من مواليد الهند، تعتبر واحدة من أقوى النساء وأبرزهن في مجال الأعمال خلال الثلاثين عامًا الماضية.
ولدت في منطقة مدراس بالهند ضمن عائلة محافظة من الطبقة الوسطى وكان والدها يعمل موظفًا في أحد البنوك, كانت” إندرا نويي” فتاة مشاغبة وفوضوية في بداية حياتها إلا أنها وصلت بجدارة إلى الجامعة بعد دراستها الرياضيات والفيزياء والكيمياء, وثم حصلت على دبلوم في الإدارة من المؤسسة الهندية للإدارة.

تنقلت من شركة إلى شركة أخرى في العمل , وواجهت تحديات كبيرة خصوصًا عندما تم منع الإعلان عن السلع المتعلقة بالنظافة الشخصية للنساء في الهند, مما اضطرها للجوء لتسويق البضاعة بشكل مباشر للنساء في العمل والجامعات.
أدركت أنها ما زالت غير جاهزة بشكل كامل لمجال الأعمال فقررت تطوير نفسها حيث هاجرت إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الماستر في الإدارة من جامعة Yale وتخرجت بشهادة الماستر.

بعدها بدأت إندرا العمل كمديرة للمشاريع في كثير من الشركات، التي تسابقت نحوها لتعرض عليها العمل معها.
ذكرت إندرا نويي، الرئيس والمدير التنفيذي لإحدى أبرز شركات المشروبات الغازية العالمية ، أن نصيحة والدها كانت السبب في نجاحها وهي بأن تفترض حسن النية دوماً، وأن تكون إيجابية من الجميع، وأن هذا ما غير مجرى حياتها بالكامل.

حسن الظن أن يُرجِّح الإنسان ويُغلِّب جانب الخير على جانب الشر لجميع من يُقابله من الناس فلا يُضمر لهم إلا الخير.
وسوء الظن مرتبط لما يعرف بالشخصية الظنانية أو الشخصية الشكاكة أو المرتابة، وهي سمة من سمات الشخصية، قد تحدث اضطراباً نفسيا يحتاج فيه للعلاج النفسي الطبي.

وحسن الظن أو سوء الظن أخي القارئ مرتبط بنية الشخص بمعنى حسن ظنك في الآخر يعكس حسن نواياك، والعكس سوء ظنك في الآخر يعكس سوء نواياك، يقول أبوالطيب المتنبي:
إذا ساءَ فِعْلُ المرءِ ساءت ظنونُهُ
وصَدّقَ ما يعتادُهُ من توَهُّمِ
والمعنى إذا كان فعل المرء سيئاً قبيحاً ، ساء ظنُّه بالناس لسوء ما انطوى عليه ، وإذا توهّمَ في أحدٍ ريبة أسرع إلى تصديق ما توهمه لما يجد في نفسه.

فاصلة:
حسن الظن بالناس أول المستفيدين منه، الشخص نفسه نفسيا وجسميا وذهنيا،وهذا لا يعني عدم الذكاء والفطنة والحرص، ولكن لا يصل إلى سوء الظن المتمثل، فالشخصية الظنانية والتي تتسبب في حالة مزاجية تسمى عسر المزاج، والتي من وسائل علاجها الإيمان بالاختلاف بين البشر، وتقبل الحوار، والتماس الأعذار والانشغال فيما ينفع، وهنالك دراسة تشير أن الانضمام إلى الجمعيات والالتحاق بالأعمال التطوعية – أعمال البر والإحسان – تبني في الإنسان ثقة في نفسه ويكون أكثر ثقة بالآخرين.
Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *