تتفانى بعض الإدارات الحكومية في تقديم خدماتها للمواطنين بصورة سهلة وميسرة.. إيماناً منها بدورها الذي أنشئت من أجله.كما يحرص مسؤولوها المخلصون على سرعة الإنجاز وتقديم المبادرات ذات القيمة، التي ترتقي بالخدمة وتخدم المجتمع، وتسعى أيضاً جاهدة لتقديم الجديد والمفيد واستخدام التقنيات لتواكب التطورات ضمن مسيرتها الجادة في ضوء رؤية المملكة ، وتسابق الزمن لتحقيق المنجز والوصول للهدف، وتنجح كثيراً في تنفيذ برامجها وإنجاز مشاريعها بصورة دقيقة وأسلوب سليم .. في إطار متابعة مستمرة من رؤسائها النابهين الذين يتمتعون دوماً بالحيوية والهمة والنشاط والتطلّع وقبل ذلك الوعي بمسؤولياتهم السامية من أجل الوطن الغالي.
فهذه النجاحات المتتابعة تعطي بعداً لمستوى الإدارة العالي والتناغم والتكامل بين فريق العمل الذين ينطلقون بحماس لتقديم الخدمة وتحقيق الأهداف العليا ، وهؤلاء يحملون أمانة ويؤدون واجباً لذا يحظون بتقدير وثقة واحترام المجتمع ويكسبون شكر وتقدير الجميع لجودة العمل وحسن التعامل ، فالمواطن يميّز الإدارة الناجحة من غيرها من خلال إنجازاتها وأدائها لمهامها.
وأمام هذا النجاح المؤسسي الرائع والتألق الإداري الراقي الذي يفترض أن يستمر في ذات السياق، قد نجد من بين أعضاء الفريق عناصر لا تعبأ بالمسؤوليات ولا تهتم بالواجبات فتكون سبباً في ضعف العمل وانحدار المؤشر وتشويه الصورة. -ونعني بذلك بعض موظفي الإدارات- فوجودهم أشبه بالسوس الذي ينخر من الداخل فيحدثون الخلل، ولأنهم لا يعملون في مؤسساتهم الخاصة فيجب أن يحاسبوا على أي تقصير وأن تكون الجزاءات رادعة بما يتساوى مع حصيلة الخطأ فلا يكتفى بلوم أو خطاب إنذار لموظف كان سبباً وحيداً في ضياع معاملات مالية هامة أو تعطيل مشروع حيوي بعشرات أو مئات الملايين لسنوات بسبب اللامبالاة والإهمال، وغير ذلك.
فالموظف غير العابئ قد يضعف قيمة الجهاز الذي يعمل فيه ويؤثر على سمعته! وهنا يبرز دور أقسام المتابعة وحكمة القيادة الإدارية لمعرفة وتحديد مثل تلك العناصر المخلّة .. التي تعطل المسيرة وتشوّه الصورة وتنخر من الداخل لتهدم النجاح، وعدم التردّد من اجتثاثهم ومحاسبتهم نظاماً وبشكل سريع على كل تقصير.
فبناء المستقبل لا يحتمل وجود عناصر الفشل التي تؤخر مسيرة التنمية.