متابعات

إصلاحات اقتصادية وتنويع مصادر الدخل

البلاد – مها العواودة
شهدت المملكة في الأعوام الماضية حزمة من الاصلاحات والتطوير والتنمية الشاملة والمتوازنة، وشكلت رؤية 2030 دافعاً ومحركاً قوياً للاستثمار الأمثل للموارد وتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد بشكل رئيسي على النفط، وصولاً إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، كما تأتي الذكرى الرابعة لبيعة سمو ولي العهد والمملكة تمضي قدماً لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي أطلقها سموه.
وأكد المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد الصبان لـ(البلاد) أن رؤية ٢٠٣٠ جاءت في وقت مناسب حيث بدأ العالم يتحول عن النفط كما أن أسعاره في تقلبات شديدة لاتتحملها ميزانية المملكة، مضيفاً:” لقد تأخرنا في تنويع مصادر الدخل واعتمدنا على مقولة ان النفط سيستمر واسعاره ستبقى فوق السبعين دولارا للبرميل ولكن منذ بداية رؤية ٢٠٣٠ التي خططها ورسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ونحن نرى جهوداً مكثفة قد بدأت تأخذ طريقها نحو تنويع الاقتصاد السعودي المحلي بعيداً عن تسعير النفط الخام “.

مشاريع حقيقية
وأوضح أن المرحلة الأولى التي تضمنت الإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد ومكافحته بإعادة هيكلة الأجهزة الحكومية وحوكمتها وإنشاء صندوق سيادي متكامل للاستثمارات السعودية في مختلف دول العالم، مهدت الطريق ليكون للمملكة مشاريع حقيقية وان يكون المحتوى المحلي من مختلف الصناعات لا يقل عن ٦٠ % وان يتم تبني هذه الصناعات محليا حتى لا نستمر في أن نكون دولة مستوردة لمعظم احتياجاتها .
وأكد الصبان وجود شراكات بين صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية لتبني مثل هذه الاستثمارات التي تضمن توطين التقنية وإنشاء صناعات سعودية بالكامل، موضحا أن الرؤية تأخذ السعوديين في الطريق الصحيح وهو لصالح المملكة وللأجيال الحالية والقادمة.
وأضاف” ” نشكر رائد الرؤية على اصراره لمواصلة طريق النجاح المميز رغم المغرضين الذين يودون انتهاء هذه الرؤية”.

تنويع مصادر الدخل
من جانبه قال أبوبكر الديب، الباحث في الشأن الاقتصادي والعلاقات الدولية إن رؤية السعودية 2030 ، نجحت في تحرير اقتصادها من الاعتماد على مدخولات النفط كمصدر وحيد للدخل حيث عملت المملكة على تنويع مصادر الدخل مابين صناعة وتجارة وسياحة واستثمار وغيره، واستطاعت أن تتربع على عرش اقتصاد الشرق الأوسط، وأن تنافس على المراكز الأولى عالميا رغم تداعيات جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية بالمنطقة، حيث تمكنت الرياض من امتلاك زمام المبادرة السياسية والاقتصادية والأمنية في العالم العربي والإسلامي.
وقال الديب إن الرؤية نجحت في زيادة قاعدة المستثمرين الدوليين 12.4% عام 2020، حيث تم إصدار أول سندات دولية بعائد سلبي خارج الاتحاد الأوروبي في عام 2021 وثاني أكبر سندات خارج الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سينعكس على ازدهار المملكة العربية السعودية بشكل كبير، خلال العشرين سنة المقبلة، رغم ضعف أسعار النفط.

برامج ومبادرات
كما أوضح أن رؤية 2030 نجحت في رفع نسبة الناتج غير النفطي من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 59 % في عام 2020 بعد أن كانت 55 % في عام 2016، لافتا إلى أن الرؤية تهدف لتحرير الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط، بعد أن شكلت عائداته نحو 90% من إجمالي الميزانية السعودية، وذلك بتنفيذ برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية طموحة، من خلال زيادة عدد المصانع وإطلاق مبادرات مهمة كبرنامج “صنع في السعودية”، وبرنامج “شريك” لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وزيادة وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإنشاء بنك التصدير والاستيراد، وإطلاق نظام الاستثمار التعديني.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان اتخذا خطوات كبيرة في الإصلاح الاقتصادي والتشريعي، لتعظيم اقتصاد البلاد، وتنويع مصادر الإيرادات، والتبادل التجاري مع العالم، وفتح الأسواق، وحماية الصناعات الوطنية من الممارسات الضارة، وتعظيم مكاسب المملكة من عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية، وتفعيل وتوجيه مفاوضات واتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأخرى والتجمعات الإقليمية، بعيداً عن مبيعات النفط، التي ظلت لعقود المورد الرئيس لميزانية المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *