تحرص دول العالم على المحافظة على آثارها التي تكشف جوانب من تاريخها، وتزيد قيمة الآثار كلما امتدت إلى عهود قديمة وعصور غابرة تبيّن أهمية المكان الذي تعاقبت عليه حضارات الأمم.
والآثار تعدّ الوثيقة الحيّة والصادقة التي لا تنطق باطلاً ولا تحكي زوراً بل تظهر حقائق التاريخ بكل جلاء.
والمملكة العربية السعودية بحكم موقعها الاستراتيجي بين القارات واحتوائها على الأماكن المقدسة منذ فجر التاريخ تعاقبت عليها حضارات تجسدها الآثار الشاهدة في أغلب مناطقها باتساع جغرافيتها من مدائن صالح شمالاً إلى الأخدود جنوباً ومن ميناء العقير شرقاً إلى ميناء السّرّين غرباً وما بينهما من مئات المواقع الأثرية الغارقة في القدم، فهناك العديد من الآثار الثابتة والمنقولة الظاهرة والمطمورة تتمثل في الكهوف الطبيعية وما بداخلها من الرسوم تترجم حياة الأقدمين الذين سكنوها، وكذلك النقوش والكتابات على الصخور تعكس جانبا من ثقافة الأسبقين ونمط حياتهم .. والمنتشرة في العديد من المواقع خاصة المناطق الجبلية، وأيضاً أطلال المدن والقرى القديمة والرجوم والدوائر الحجرية والمناجم والأبراج والمنشآت والقنوات المائية وكذلك طرق التجارة والحج القديمة.
وهي تحتاج إلى تسجيل دقيق بالاستعانة بالخبراء والمهتمين في كل المناطق ووضع خرائط توضح أماكنها بدقة والعمل على تسوير المواقع المهمة عاجلاً ووضع اللوحات الإرشادية كونها من عوامل الجذب السياحي للكثيرين من الداخل والخارج، وهي تتطلب مزيداً من الاهتمام خاصة وأن الرؤية تركز على هذا الجانب الهام.
ولأن بعض المواقع تتعرض لبعض العبث والتشويه من الجهلاء الذين لا يعرفون قيمة تلك الآثار وأهميتها بالنسبة للوطن من خلال الكتابة عليها بالطلاء أو محاولة محاكاتها أو تظهيرها ببعض المواد الكيماوية والحفر عليها أو بنقل بعض القطع من مكانها مما يفقدها قيمتها ويضيع أهميتها، فمن المهم وضع اللوحات التحذيرية والتي نصّ عليها نظام الآثار، ويسبق ذلك الاهتمام بتعزيز الثقافة المجتمعية لحماية الآثار والمحافظة عليها كثروة وطنية غاية في الأهمية.