اجتماعية مقالات الكتاب

كيف نعوّد الطفل على حب القراءة؟

القراءة هي البوابة التي يدخل منها الطفل إلى عالم المعرفة العريض، ومن هذا المنطلق يبذل الآباء والمدرسون جهوداً كبيرة لتعليم الأطفال مهارات القراءة وتحبيبهم إياها، فمن المفيد أن يحرص الوالدان على تعويد أطفالهم محبة القراءة وترسيخها كسلوك في نفوسهم لتصبح جزءاً من حياتهم حتى يشبوا عليها لتساعدهم في التعرف على كل ما هو مفيد وجديد.

وقد تنشأ علاقة فتور بين الطفل والكتاب ومن ثم العزوف عن القراءة، وهذا أمر طبيعي في ظل كثرة الأجهزة التكنولوجية الجذابة التي باتت تحاصر الأطفال وتسرق كثيرا من وقتهم، وتشغلهم عن أمور مفيدة كثيرة. وهذا الوضع يزعج كثيرا من الآباء الحريصين على تثقيف أطفالهم وتنشئتهم على حب القراءة والاطلاع، ولهذا لا بد من تعويد الطفل على القراءة وجعلها أسلوب حياة له، ومن الأمور التي تعود الطفل على القراءة وينشأ على حبها وإدراك قيمتها الحقيقية: توفير الكتب المناسبة لأعمار كل طفل وكل مرحلة في الطفولة، بحيث تراعي اهتمامات وميول كل منهم، والتدرج مع الطفل في عملية القراءة فلا ينبغي الإثقال عليه أو تكليفه بشيء لا يطيقه، ففي المحصلة نحن لا نريد أن ننفره من القراءة كفكرة محببة، وتخصيص مكان ووقت محددين ومناسبين للقراءة، وإعطائه حرية اختيار الوقت والمكان المناسبين لذلك.

ومن الأمور التي تحبب وتعود الطفل على القراءة كذلك هو تخصيص وقت للقراءة مع الطفل، فمشاركة الطفل اهتماماته القرائية بانتظام، تجعله يحب القراءة بسرعة وبسهولة كبيرة، إضافة إلى أنها وسيلة مهمة لترسيخ الألفة بين الطفل ووالديه‏، كذلك استغلال الوالدين للفرص التي تمر بالأسرة كالرحلات والزيارات والنزهات والإجازات، والمناسبات كالأعياد والمواسم، لتشجيع الطفل على القراءة، وتنشئته على حبها منذ الصغر، فضلاً عن الحرص على اصطحاب الطفل إلي معارض الكتاب، ليختار بنفسه ما يروق له من كتب وما يناسب ميوله وسنّه، بجانب الحرص على الاستمرارية إذ ينبغي أن تكون القراءة بشكل مستمر، كأن تكون كل أسبوع مرتين على الأقل.

وهنالك أهمية مواظبة الآباء على قراءة أي كتاب أو قصة يرغب الطفل فيها، حتى لو كانت مكررة أو بسيطة، فالأمر هنا يتطلب الصبر حتى لا تضيع متعة القراءة عليهم. كذلك يساعد أسلوب القراءة وطريقة أدائها في إبعاد الملل والرتابة عن الطفل، فالقراءة المعبرة التي تمثل المعنى باستعمال أصوات مختلفة، هي نوع من المتعة. كما أن مناقشة الطفل فيما قُرئ له، وطرح بعض الأسئلة عليه، ومحاورته بشكل سهل ومبسط، يجعل الطفل يحب القراءة، لأن هذه المشاركة الفاعلة تجعله يشعر بالألفة وبقيمته الذاتية.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *