اجتماعية مقالات الكتاب

الحنين إلى الوطن

في عام 2016 كان الشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله- يدرس في أمريكا بولاية أوكلاهوما، وفي أحد الأيام جلس حزينًا أمام نافذة بيته، فرأى طائرًا صغيرًا حَطَّ أمامه من الطيور المهاجرة التي تأتي عادة في وقت معين إلى السعودية، فملأ قدحًا من الماء ووضعه أمامه، فشرب الطائر حتى ارتوى، ومن ثَمَّ طار، فقال له مساعد: أجل موعدنا الرياض، فكتب: “حزين من الشتا ولا حزين من الظما ياطير”.

لوحه فنية نظمها شاعر رحل عن دنيانا لكنه عاش فينا بمشاعر لم تمت ، بعد أن جسّد الغربة في لحظة حنين وتركها تتغنى على الألسن بألوان الحزن، الذي تشكَّل به كلّ شيء حتى مصدر الحياة العذب أصبح حزينًا، “دخيل الما وملح الما وحزن الما”.
لا تكاد تمر على مسمعك مرور الكرام، حيث أسهم “سهم” بلحنها لحنًا يحلق بك فوق الخيال، وترنمت بجمالها “أحلام” لتطير بها أجنحة المحبين والمعجبين في سماء الإبداع.

بين تلك الكلمات الحزينة، يضيء لنا حب الوطن والشوق بأرضه، وكما قيل: “في غربة عن أهل وعن أحبة وعن وطن، نصمد لحظة، نتهاوى لحظة، نبتسم وهلة ونبكى أيامًا. إن مشاعر الحنين يختلط فيها الحزن مع الأمل، والخوف مع الشوق، وتوقدها لحظة دون إرادة الإنسان.

فاصلة:
إن المشاعر ليس لها عمر معين ولا تموت، بل تبقى وتتجدد وتتجاوز الزمن والمكان، وقد قال الكاتب الياباني هاروكي: “الأشياء التي لها شكل ستزول كلها لكن بعض المشاعر تبقى إلى الأبد!”.
Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *