متابعات

استشاريان لـ البلاد الصوم لا يسبب النعاس وقلة التركيز

جدة- ياسر بن يوسف

هناك بعض العوامل التي قد تؤثّر على فسيولوجية النوم خلال الصيام. فتغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلى الليل قد تنتج عنها زيادة عمليات إنتاج الطاقة “الأيض ” خلال الليل مما قد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل. ففي العادة تنقص درجة حرارة الجسم حوالي نصف درجة مئوية قبل النوم مما يساعد على النوم ولكن نتيجة لزيادة الأكل في رمضان خلال الليل قد ترتفع درجة حرارة الجسم مما قد يؤدي لزيادة النشاط وعدم الشعور بالنوم خلال الليل.

ويتبع ذلك خلال الصيام انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النهار والشعور بالنعاس أو بصورة مبسطة تغير الساعة البيولوجية في الجسم. وهذه إحدى النظريات المطروحة عن علاقة الصوم بالنوم ولها ما يدعمها من الدراسات. وأكد مختصان في طب النوم أن هناك اعتقادا خاطئا من بعض الناس أن الصوم يؤدي إلى قلة التركيز والنعاس خلال نهار رمضان ، لافتين في الوقت نفسه إلى أن هذا اعتقاد غير صحيح ،وبين كل من استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي ، والباحث في طب النوم الدكتور إبراهيم احمد زكريا، أن هناك عدة أسباب وعوامل تؤدي الى تغير نمط النوم في رمضان من بينها تناول الطعام في وقت متأخر أي بعد غروب الشمس ، بالإضافة الى التأخر في الخلود إلى النوم ، ومشاهدة التلفاز وتصفح الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بكثرة ومتابعتها حتى ساعة متأخرة من الليل وكذلك تبديل ساعات النوم، حيث يميل الناس إلى السهر الطويل الممتد حتى صلاة الفجر، ويبدأ ليلهم من صباح اليوم التالي أي بعد صلاة الفجر لينتهي في أوقات الظهيرة أو قد يمتد الى أكثر من ذلك ، وكذلك يزداد تعرضهم للضوء العالي والضوضاء خلال الليل خلافًا لما اعتادوا عليه في الشهور الأخرى ، وكذلك الإفراط في الطعام الدسم ليلا وحتى قبل وقت الإمساك بقليل .

ووجها بعض النصائح المهمة للمحافظة على نمط نوم صحي خلال رمضان وهي تتمثل في المحافظة على نظام اليوم العادي خلال الصيام قدر الامكان، فاستمرار الصائم على النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، يحقق المطلوب بأن يكون صائماً أثناء فترة نشاطه، لأن ذلك يساعد في تنشيط عمليات الايض وتنظيمها وطرد السموم من الجسم أثناء فترة الصيام ومن النصائح أيضا قيام الإنسان بجميع مهامه اليومية وهو صائم ما استطاع الى ذلك سبيلا، فيقوم بنشاطات رياضية وذهنية ومنزلية ومهنية ضمن حدود المعقول بحيث لا تكون مضنية أو شاقه ولا يكون فيها تعرض شديد للحرارة. فضلا عن تجنب المشروبات المنبهة قبل موعد النوم بأربع ساعات، لذلك يجب عدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين وتجنب التدخين حتى لا يجد الفرد صعوبة في النوم بعد التراويح مباشرة والاستيقاظ نشيطا لقيام الليل وتناول وجبة السحور. في حال الشعور بالنعاس أو التعب ولكن الوقت غير مناسب للاستغراق في النوم، يمكن النوم لمدة 20 دقيقة تقريبًا لاستعادة النشاط ، وذلك في مكان مريح وهادئ وذلك لتجديد الطاقة، والحرص على تناول أطعمة خفيفة على الإفطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *