متابعات

 نسعى لترسيخ القيم الإنسانية

جدة – ياسر بن يوسف رانيا الوجيه – تصوير: خالد بن مرضاح

تؤكد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على تمكين المسؤولية المجتمعية من خلال رفع مستوى تحمل المواطن للمسؤولية وتوجيه الدعم الحكومي للبرامج التي تحقق أعلى أثر اجتماعي، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، وبناء ثقافة العمل التطوعي وتشجيعه ورفع نسبة المتطوعين من 11 ألف متطوع فقط، إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030، باعتباره جانبا مهما من جوانب التطوير والتنمية المستدامة. ومع إطلالة شهر رمضان الفضيل فإن الكثير من الشباب السعودي من الجنسين ينخرطون في توزيع السلال الرمضانية ومساعدة المحتاجين مشكلين بذلك منظومة إنسانية للعمل التطوعي وبذلك يكون العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع، ودوره كبير وهام في التنمية والتطور وبناء مستقبل أفضل، وجذب أفضل المواهب، وتحقيق أواصر الترابط والتماسك الاجتماعي بين أفراده، فالعمل التطوعي خدمة إنسانية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والإيثار والتكافل والتكاتف والعمل الصالح.

(البلاد) زارت عدداً من الجمعيات الخيرية في جدة ورصدت مشاهد توزيع السلال الرمضانية من قبل الشباب، والذين أكدوا أن العمل التطوعي له العديد من الفوائد. منها أنه تجسيد عملي لمبدأ التكافل الاجتماعي، ويتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها، وشعور الفرد بتحقيق مكسب ديني وهو على الأجر والثواب من الله،وزيادة وتقوية الانتماء الوطني بين الأفراد،ويعطي المتطوع الشعور بالراحة النفسية،ويجعل الفرد المتطوع يكتسب أصدقاءً جدداً، وتكوين علاقات جديدة واكتساب خبرات، والقدرة على التعامل والتواصل مع الآخرين، والتصرف في المواقف،والقضاء على أوقات الفراغ واستغلالها فيما ينفع،والتعرف على الفجوات الموجودة في نظام الخدمات في كل مجتمع.

فرز المتطوعين
وفي هذا السياق أوضح آدم إبراهيم ذهبان مدير إدارة التطوع في جمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة أن العمل التطوعي ينقسم الى قسمين وهناك 33 مركز حي منتشرة في 33 حيا بجدة، توجد بها وحدات تطوعية وكل وحده لديها عدد من المتطوعين المسجلين في نفس المركز، وعدد المتطوعين المسجلين في مراكز الاحياء 2600 متطوع منتظمين، أما القسم الثاني من إدارة العمل التطوعي فهي عبارة عن اتاحة فرص للعمل التطوعي لغير المسجلين في مراكز الاحياء، عن طريق تنزيلها على المنصة الوطنية للعمل التطوعي حيث نحتاج متطوعين إضافيين في عدة مجالات مختلفة لعدة مناسبات وأنشطة مختلفة، ونقوم بالإعلان عنها عبر المنصة الوطنية، وبالتالي تنزل على مستوى المملكة ويسجل بها الشباب والفتيات الراغبين في العمل التطوعي. ثم تأتي مرحلة فرز المتطوعين والمتطوعات وبعد ذلك يتم النظر في المتطلبات المطلوبه لكل فرصة تطوعية مثل مصممي الفوتوشوب والشباب الذين يعملون على توصيل السلات الغذائية والعاملين في التنظيم والتواصل مع الأسر وغيرها من المهام، ويتم التواصل فيما بعد مع الذين تم اختيارهم للعمل التطوعي في الأقسام التي سجلوا بها، ومن خلال المنصة الوطنية للعمل التطوعي يتم تقديم حوالي 13 ألف طلب تطوع والذين تم قبولهم حوالي 7 الاف متطوع ومتطوعه بناء على من تنطبق عليهم الشروط، وتقبل المنصة جميع الأعمار من عمر 18 عاما ومافوق.
وفي العام الماضي كان لدينا 960 متطوعاً في العمل الميداني أثناء جائحة كورونا وفترة المنع وأيضا واصلوا عملهم التطوعي ما بعد الحظر في الاحياء المحجورة وكنا أكثر تفاعلا وينزلوا في هذه الاحياء لتوزيع المساعدات والسلات الغذائية.

خبرات كبيرة
من جهتها أوضحت رشا طبش مديرة مركز حي المحمدية ومديرة الوحدة التطوعية أن بمركز حي المحمدية 10 شباب متطوعين ما بين فتيات وشباب وكل منهم له مهام خاصة، فالبنات يختص عملهن في التنظيم والترتيب والأغلبية للشباب الذين يقومون على توصيل المساعدات والسلال الغذائية الى الأسر المحتاجة والمتعففة، وبعضهم يمتلكون خبرات كبيرة بحكم انتسابهم لجهات تطوعية، والبعض الآخر لا يملكون خبرة وهنا تقوم إدارة المركز بتوجيههم وتدريبهم على العمل التطوعي.
وقال احمد العمري قائد فريق مُنتهى التطوعي بجدة ان عدد الشباب والشابات زاد في الاعمال التطوعية ولله الحمد والجميع لديه المبادرة وحس التطوع العالي ولله الحمد وجميعنا كفريق واحد ولله الحمد، والصعوبات المجتمعية التي تواجه القائمين بالأعمال التطوعية في المملكة بدأت تتلاشى فمنذ انطلاقة منصة العمل التطوعي أصبح التطوع أكثر تنظيما ومراعاة للمتطوع والمؤسسات غير الربحية.

وجبات الإفطار
من جانبه أوضح يزيد العواد محامي متدرب وناشط في مجال العمل التطوعي أعمل في مجال العمل التطوعي منذ 4 سنوات وكونت أنا ومجموعة من أصدقائي حملة تطوعية والى اليوم هذه الحملة قائمة، ونقوم من خلال هذه الحملة على توزيع وجبات إفطار صائم وصناديق الارزاق وملابس الأطفال الأيتام لكسوة العيد، وصراحة اخترت مجال العمل التطوعي من دافع ديني لمساعدة الأسر المحتاجة والمتعففة خاصة في شهر رمضان والهدف الاخر لنشر ثقافة العمل التطوعي طيلة العام وألا تكون محتكرة فقط لشهر رمضان، ووالدتي جزاها الله خيرا هي من وضعتني في أول الطريق للعمل في المجال التطوعي وأرشدتني على كيفية العمل في هذا المجال، كما أننا منفتحون في العمل التطوعي مع جميع الجهات والجمعيات الخيرية أيضا مراكز الاحياء يكون لديهم قائمة بالعائلات المحتاجة داخل الحي حتى تصل المساعدات لمن يستحقها بالفعل، ومن جهة أخرى بالتأكيد هناك صعوبات تواجه الشباب المتطوعين مثل قلة الخبرة والحملات التي تكون غير منظمة تواجه صعوبات أيضا الطبقات التي نقوم بالتعامل معها لتقديم المساعدات يكون التواصل معهم صعب قليلا في عملية التنظيم والترتيب ولذلك لابد أن يكون هناك صبر وتحمل وليونة في التعامل مع الطبقات.

حملة إحسان
مؤسس وقائد “حملة إحسان” التطوعي حسام العامري قال: تم تأسيس حملة إحسان في العام 1437 هـ بجهود فردية مثل كثير من الفرق التطوعية، وانطلقنا في الأعمال التطوعية منذ بداية التأسيس وتنوعت الأعمال والمبادرات حتى شملت واستهدفت جميع الفئات، وحقق إحسان عداً من الجوائز من أبرزها الحصول على المركز الثاني في جائزة الطائف للإبداع والحصول على المركز الثالث في برنامج تأثير الطائف.
وقال إنه منذ انطلاقة منصة العمل التطوعي أصبح التطوع أكثر تنظيما ومراعاة للمتطوع والمؤسسات غير الربحية ،وبين أنه لا يوجد عمر معين للانخراط في الأعمال التطوعية ومثال على ذلك فإن حملة إحسان الطائف التطوعية يتراوح عمر المشاركين بها من 10 سنوات إلى 65 عاما.

وأضاف: العمل التطوعي في ظل جائحة كورونا نجح حيث يقدم المتطوعين والمتطوعات جهودا كبيرة في هذا الجانب عندما نرى المتطوع يخرج من بيته يتفقّد أحوال الأسر والآخر يتطوّع مع الكادر الطبي والآخر يقدّم المبادرات لرجال الأمن وكل هذا للتخفيف من الآثار المترتبة على انتشار فيروس كورونا، ندرك حينها أننا نعيش بين مجتمع محب للتطوع أصلاً منذ الأزل.
واستطرد إن أهداف التطوع المستقبلية كثيرة جداً ولا يمكن حصرها ولكن متوقع بأن مستقبل التطوع في المملكة سيكون على قدر التوقعات بحول الله بدعم من الدولة وجهود المؤسسات الخيرية الداعمة للعمل التطوعي.

وقالت المتطوعة إباء مباركي إن بداية عملها في مجال العمل التطوعي كانت كمسعفة في الهلال الأحمر بالمسجد النبوي لافتة إلى أنها قدمت دورات إسعافات أولية تحت مسمى الهلال الأحمر، عندما تتيح لي فرصة لإنشاء جمعية تطوعية سوف تكون جمعية لمساعدة وتطوير مهارات والمحتاجين، لأن لديهم مهارات وقدرات رائعة جداً لم يلتفت لها أحد وربما تكون سببا في إصلاح أحوالهم، وأوفق بين عملي التطوعي وأعمالي الأخرى بتنظيم الوقت وأقدم الاعمال الأساسية أولا وعند الانتهاء منها أبدأ في العمل التطوعي لان العمل التطوعي لا يقتصر على وقت معين، اما الأعمال الأساسية مرتبطة بالوقت دائماً ،كما قالت إن ما جذبها للعمل التطوعآدهي مردوداته النفسية على الشخص ، وردود فعل الناس الإيجابية اتجاه الأعمال التطوعية.

اهتمام ورغبة عالية أظهرت نتائج استطلاع آراء الشباب السعودي حول العمل التطوعي «اهتمام ورغبة عالية لدى الشباب للعمل التطوعي بنسبة بلغت 84 %»، حيث توزع هذا الاهتمام بشكل متساوٍ بين الذكور والإناث.
وكشف الاستطلاع الذي بلغ حجم عينته 1126 فرداً من مختلف مناطق المملكة، مثلت نسبة الذكور 64 % والإناث 36 %، أن هناك اهتماماً ورغبة عالية لدى الشباب للعمل التطوعي، حيث يتفق غالبية الشباب على أن الحصول على فرص العمل التطوعي في المجتمع السعودي «سهلة» بنسبة أعلى مثلت 48 %، بينما 27 % يرون أنها «صعبة»، و11 % يرون أنه لا تتوفر فرص تطوعية، مع ملاحظة أن 14 % من الشباب السعودي لا تصل إليهم معلومات كافية عن فرص العمل التطوعي.
وأشار الاستطلاع الذي أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إلى أن 70 % من الشباب قرأوا أو سمعوا عن أهمية وإيجابيات التطوع، بينما 30 % لا تتوفر لديهم فكرة عن ذلك.
وأوضح أن 45 % من الشباب سبق لهم المشاركة في الأعمال التطوعية خلال المدة الماضية، منهم 68 % تحققت توقعاتهم من العمل التطوعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *