البلاد – رضا سلامة
أفاد تقرير أمريكي، أن الانفجار في منشأة نطنز النووية الإيرانية دمر بالكامل نظام الطاقة الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم، ما يؤخر البرنامج النووي الإيراني 9 أشهر على أقل تقدير، فيما قال خبراء أن الهجوم حمل رسالة بأنه يمكن تعطيل البرنامج النووي الإيراني بوسائل أخرى غير المفاوضات.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس (الاثنين)، نقلًا عن مصادر استخبارية أمريكية، أن انقطاع الطاقة الذي نتج عن الهجوم على منشأة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي، يعود إلى ما يعتقد أنه “انفجار مخطط له عمدًا”، دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، بالطاقة.
ولفتت المصادر إلى أن انقطاع الطاقة في المنشأة شديدة التحصين، نجم عن انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، والمحمي بشدة، والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض بالطاقة، مشيرة إلى أن الهجوم وجه ضربة قاسية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم.
وفي السياق، قال خبراء دوليون إن الحادث عمليًا أوقف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز، لافتين إلى أن هناك ما يقارب 7000 جهاز طرد مركزي في هذه المنشأة، وهي أجهزة عالية الحساسية وربطها بالكهرباء وإعادة تجهيزها للعمل عملية تستغرق أشهرًا، مؤكدين أن هذه العملية ليست سهلة، إذ لا يمكن إعادة ربطها بالكهرباء مباشرة وإعادتها سريعًا للعمل، مضيفين أنه على ما يبدو لن تتمكن إيران، ولأشهر طويلة قادمة، من تخصيب اليورانيوم في هذه المنشأة.
ويأتي هجوم نطنز، في وقت تتفاوض إيران وأمريكا بشكل غير مباشر على العودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عام 2018، وأعاد فرض عقوبات على إيران كانت رفعت بموجب الاتفاق الموقع عام 2015.
ويرى خبراء أن الهجوم يبدو مصممًا لتقويض جهود إيران لتصعيد ضغوطها على الولايات المتحدة لرفع العقوبات في أقرب وقت، وذلك من خلال الرفع من نسبة تخصيب اليورانيوم لمستويات غير مسبوقة، بينما يتفاوض الطرفان للعودة للاتفاق النووي. وأضافوا أن الهجوم، بصرف النظر عن منفذه الذي لم يعلن عن مسؤوليته بشكل واضح، حمل رسالة بأنه يمكن تعطيل البرنامج النووي الإيراني بوسائل أخرى غير المفاوضات، وهي رسالة للملالي بأن الخيارات مفتوحة لوقف ابتزازهم عبر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20% والتهديد بخطوات إضافية في هذا الصدد، كما تضمنت الرسالة تحذيراً من رفع سقف المطالب في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي. ودلل الخبراء على صحة ذلك، بأن الحادث جاء بعد ساعات من إعلان إيران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة في نطنز، تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع.