ان لضبط النفس في جميع مواضع ومواقف الحياة مهارات قد يحتاج اليها البعض ليكمل مسيرة حياته واهم مهارة علينا ان نتعلمها هي التغافل والتغاضي والترفع عن الزلات والهفوات وصغار الامور.
ان الانشغال بكل ما يحدث وتفسيره وتحليله تحليلاً دقيقاً لهو امر مؤذٍ .. وقد يكون البعض منشغلين جُل اوقاتهم في هذا وفي تحليل كل ما حدث ومحاولة معرفة كل سبب وراء الحدث، والتركيز في كيفية وقوع الحدث لا في محاولة علاجه، وقد ينعكس هذا على الشخص بانعكاسات ضارة كالقلق المزمن والشك وعدم القدرة على الانسجام مع المحيط.
ان التركيز والتدقيق هو قدرتنا على ملاحظة التفاصيل الخفية وهذا يجعل الشخص مرناً في اتخاذ القرار وما الذي يجب عليه ان يفعله وما الذي عليه تجنبه.
ولكن التركيز المؤذي هو قدرتنا المفرطة التي تجعل الشخص منا سريع القرار ويدعم الانفعال السريع واتخاذ القرارات السريعة واصدار الاحكام وقلة الصبر والتشتت للحالة الذهنية.
قد يمر البعض منا بمنعطفات في حياته ومشكلات ومواقف تستدعي منه الوقوف عندها ومعالجتها فإذا التفت الفرد لحل كل صغيرة وكبيرة وتفسير كل حركة وسكنة فإنه سيشعر بالعجز لأنه أرهق ذاته ووظف جهده في اصلاح كل شيء وفشل عن هذا فيصاب بالخيبة لأنه لم يوظف توازنه في هذه الخطوة.
ان التغاضي مع العلم بالشيء والتفكير في محاولة حله لاحقاً يوسع قدرة الشخص على تحقيق التوازن وضبط الذات واتخاذ القرارات الناجحة وصفاء الذهن وراحة البال الذي تجعل الفرد سعيداً محققا للرضا الذاتي.
علينا ان نعوّد ذواتنا على التغاضي لمعالجة وتجاوز المعوقات وان لا نطيل التركيز على كل ما حدث ولنسعَ لتحسين قدرتنا على التجاوز المرن وتكريس طاقتنا وتوظيفها فيما يعود بالنفع علينا والازدهار بحياتنا والســمو بها.