بيروت – البلاد
واصل البطريرك اللبناني بشارة الراعي قصف تحالفات (حزب الله) وارتهانها لأجندة إيرن على حساب مصلحة لبنان ومواطنيه، فيما يبدي رئيس الوزراء المكلف مرونة في ملف التأليف الذي يصطدم بإصرار رئيس الجمهورية على الثلث المعطل.
وقال البطريرك اللبناني بشارة الراعي، أمس السبت، موجها نداءً إلى معرقلي تشكيل الحكومة: كفوا عن السلوك المهين والمهيمن والأناني والسلطوي، كفوا عن التضحية بلبنان واللبنانيين من أجل شعوب أخرى وقضايا أخرى ودول أخرى، كفوا عن الاجتهادات الشخصية في التفسيرات الدستورية وعن البدع الميثاقية، أفرجوا عن القرار اللبناني والشعب.
وأضاف :”كم يؤلمنا أن نرى الجماعة الحاكمة ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كيانا وشعبًا وأرضًا وكرامة، ويؤلمنا بالأكثر أنها لا تدرك أخطاء خياراتها وسياساتها، بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب، وهناك أطراف تعتمد منهجية افتعال المشاكل أيضًا لتمنع الحلول والتسويات.
وجدد الراعي التأكيد على مواصفات وطبيعة الحكومة التي ينشدها اللبنانيون، بأنها حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين يتمتعون بالمهارة والخبرة والحس الوطني، فيوحون بالثقة والقدرة على النجاح، وحكومة لا يملك فيها أي طرف سياسي أو حزبي أو نيابي الثلث المعطل، الذي هو أساسًا غير موجود في الدستور.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر مطلعة على ملف تأليف الحكومة أن سعد الحريري على تواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يرهن الاستمرار في مبادرته لإخراج عملية تأليف الحكومة من التأزم بتخلي عون عن الثلث المعطل، ليس بالأقوال فحسب، وإنما بالأعمال.
وتؤكد مصادر قريبة من سعد الحريري، أنه رغم تطلعه لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، فإنه لن ينجر إلى مناورة جديدة هناك من يخطط لإيقاعه بها بهدف انتزاع موافقته غير المشروطة على زيادة عدد الوزراء من 18 إلى 24 وزيرًا من دون أي مقابل ، وهذا ما يفسّر مطالبته بتحقيق التلازم بين عزوف عون عمليًا عن مطالبته بالثلث الضامن وبين تجاوبه مع زيادة عدد الوزراء تحت سقف الالتزام بالمبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان ووقف انهياره، والتي تعد ممرا إلزاميا للحصول على مساعدات مالية واقتصادية تنقله من التأزُم إلى مرحلة التعافي.
