جدة – البلاد
يدًا بيد، تتعاون المملكة والعراق لمواجهة التحديات الماثلة أمام المنطقة، مع تعزيز الشراكة الشاملة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين، بما يحقق الأمن والاستقرار، في ضوء ما تشهده العلاقات الثنائية من انطلاقة جديدة، تسير نحو تعاون بناء في المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية، وغيرها من المجالات.
وجسدت المباحثات التي عقدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مع رئيس الوزراء في جمهورية العراق مصطفى الكاظمي، مؤخرًا، معاني الأخوة بين قيادتي وشعبي البلدين، انطلاقا من الروابط والوشائج الأخوية والتاريخية التي تجمع بين المملكة والعراق وشعبيهما الشقيقين، مع الرغبة الدائمة في تطوير العلاقات على أسس ومبادئ راسخة، وفي مقدمتها الأخوة العربية والإسلامية وحسن الجوار والمصالح المشتركة، وفقا للبيان المشترك.
وتحرص المملكة دوما على تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في المجالات كافة، وتبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بدليل توقيع 5 اتفاقات على رأسها؛ تأسيس صندوق سعودي – عراقي مشترك يقدر رأس ماله بـ3 مليارات دولار إسهاماً من المملكة في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، بمشاركة القطاع الخاص من الجانبين، ما يؤكد الاهتمام السعودي الكبير بالنهضة الشاملة في البلدين، بينما الاتفاق على التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق (أوبك +)، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية، في تأكيد جديد على اهتمام المملكة والعراق باستقرار أسواق النفط العالمية.
ولم ينفصل دعم الطاقة الكهربائية عن التفكير الإيجابي للبلدين؛ إذ تم الاتفاق على إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين، فضلا عن تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف، وتعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق وفي مختلف المجالات وفي جهود إعادة الإعمار، ما يعود على البلدين بالخير الوفير في إطار التعاون الثنائي المثمر.
ولأن خطر الإرهاب يهدد المنطقة بأسرها، وليس البلدان الشقيقان فحسب، جاء التأكيد من الجانبين على أهمية استمرار التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة خطر التطرف والإرهاب؛ بوصفهما تهديدًا لدول المنطقة والعالم؛ عبر تبادل الخبرات والتجارب بين الجهات والمراكز الأمنية المختصة في البلدين، كما تم الاتفاق على المضي بدعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي لبقايا تنظيم داعش الإرهابي، كما أكد الجانبان على أهمية التعاون المشترك في تأمين سلامة الحدود بين البلدين، وهو ما يجعل موقف المليشيات الإيرانية حرجاً للغاية في ظل التعاون الكبير في القضاء على الإرهاب وداعميه.