متابعات

البسطات العشوائية ..بضاعة بالية على الأرصفة

 جدة ـ عبد الهادي المالكي ـ ياسر بن يوسف

وسعت العمالة المجهولة والمخالفة بجدة، نشاطها في بيع الخضروات والفواكه، وبدأت أعداد البسطات بالتزايد في الشوارع والطرق الرئيسية وأمام المساجد ومحطات الوقود الكبرى على المدخلين الشمالي والشرقي للمحافظة، إضافة إلى انتشار الباعة الجائلين بعرباتهم في أزقة وشوارع أحياء بني مالك، وشارع فلسطين، والأمير متعب، وحي الجامعة، وكيلو 6، والطريق الذي يربط المنطقة الصناعية بالاستاد الرياضي، وسوق الصواريخ جنوبا ومواقع عدة وحي السلامة والصفا وغيرها من احياء العروس ، الأمر الذي أدى إلى مضايقة المركبات ، فضلا عن أن البسطات تشوه المشهد الحضري ، إضافة إلى أن تواجدها في الأحياء في هذا الظرف الاستثنائي لجائحة كورونا وشراء بعض المواطنين والمقيمين الخضر والفاكهة حيث أن البرتوكولات الصحية تستوجب التباعد وعدم الشراء من الباعة الجائلين، ورغم جهود البلديات الفرعية في ملاحقة المنصات العشوائية في الأحياء كافة لكنها سرعان ما تعود مرة اخرى.

(البلاد) رصدت الباعة الجائلين في عدد من احياء جدة حيث شاهدت المنصات المتحركة التي تحمل الخضار والفواكه وهي تجوب شوارع جدة واحياءها بالإضافة الى وجود بسطات على جنبات بعض الطرق والتي يديرها مقيمون ومخالفون لنظام العمل والإقامة.
وذكر عدد من الباعة الجائلين أن مجموعة واحدة منهم لا يقل أفرادها عن خمسة اشخاص يدخلون حراج الحلقة الرئيسية بمبلغ معين ثم يقومون بالمزايدة بشكل يومي على مجموعة من الفواكه بالجملة وإذا وقف السعر عليهم قاموا بشرائها ويكون شخص واحد هو من يقوم بالمهمة وعملية الشراء وبعد ذلك يقومون بتوزيع الكراتين وكل بائع يذهب إلى وجهة معينة لبيع ما عنده.
وفيما يتعلق بالخضر والفاكهة التي لا تباع أوضحوا انهم يأخذونها معهم إلى منازلهم ومن ثم يعرضونها في اليوم التالي أما الخضروات الورقية سريعة التلف فيتم رميها في حاوية النفايات.


تشويه المشهد
وفي السياق نفسه استغرب عدد من المواطنين من عربات الخضار العشوائية المنتشرة على جوانب الشوارع العامة، وأمام مداخل الأحياء الحيوية، لافتين إلى أن انتشار بسطات الخضار والفواكه على جانبي الطرق الرئيسة، والتي تأخذ شكل المحل، تعد ظاهرة غير حضارية، وتشوه المشهد البصري لمدينة جدة.
وأضافوا ان هذه البسطات تجذب الزبائن، لانخفاض أسعارها، ولكن في المقابل تكون هناك أضرار بسبب وضع الخضار مكشوفا أمام الشمس والهواء، كما أن وجودها يعرقل حركة السير في الطرق التي توجد بجانبها، فضلا عن محاذير البيع من هذه البسطات بسبب جائحة كورونا.

رخص الأسعار
وذكر أحد المواطنين ممن يقومون بالشراء منهم عن السبب حيث قال: الأسعار لديهم أرخص بكثير عن الذي في المحلات التجارية فمثلا سعر كيلو الموز في المحل التجاري بنحو 5 ريالات بينما عن الباعة الجائلين والبسطات بثلاثة ريالات فقط وهذا يعطي فارقا كبيرا ، فيما يصل سعر كرتون البرتقال طبقتين الى 35 ريالا وفي بعض المتاجر يباع الكرتون بأربعين ريالا بينما في البسطة بـ 25 ريالا.

تعدد الأضرار
فيما بين مواطن آخر أن العمالة العشوائية تساهم في تشويه المشهد البصري ، فضلا أن جائحة كورونا تستوجب ملاحقة يومية للعمالة التي تقوم ببيع الخضر والفاكهة في الاحياء والازقة فضلا عن الباعة الجائلين عند إشارات المرور والذين يسوقون هذه الايام الكمامات والفواكه الموسمية.
وأضاف أن الخضرورات والفاكهة التي يبيعها الجائلون اغلبها تالفة وتتعرض لأشعة الشمس والغبار والحشرات.


فائض الخضروات
وقال مواطن في حي بني مالك أن البسطات المخالفة لا تقتصر على بيع الخضار فبعض المحلات والأسواق الكبيرة تتخلص من فائض الخضروات وتقوم ببيعها على العمالة بأسعار رخيصة لتقوم بتسويقها لاحقا بسعر أقل على العربات المتحركة والبسطات في الأحياء الشعبية وأمام بوابات الجوامع والأسواق التي تشهد إقبالا من الوافدين.

أمراض فيروسية
من جهتها قالت أخصائية التغذية أمل محمد : من المهم الانتباه الى طريقة التصنيع والتحضير والتخزين للأغذية للتقليل من حدوث التسمم الغذائي، اما الشراء من الباعة المتجولين فإنه يزيد من فرصة حدوث التسمم الغذائي وغيرها من الامراض المرتبطة بسلامة الغذاء مثل جرثومة المعدة والتي تعتبر منتشرة في مجتمعنا.
الاغذية والفواكه والخضر التي يتداولها الباعة الجائلون غالبا ما تكون مجهولة المصدر ويتم تحضيرها في منازل أو اماكن ليست مؤهلة لتحضير الاغذية بشكل سليم ويكون الشخص الذي حضرها لايعلم اسس السلامة والغذاء وقد يؤدي هذا لانتقال الكثير من الامراض الباكتيرية والفايروسية من الشخص الى الطعام.
بالاضافة الى تخزين الاغذية في اماكن غير مؤهلة للتخزين وفي درجات حرارة مختلفة، وتتعرض الاغذية ايضا الى اشعة الشمس لساعات طويلة اثناء البيع والى الغبار وعوادم السيارات وغيرها من الملوثات الخارجية التي تؤدي الى فساد الأغذية والفاكهة والخضروات.

المتحدث الرسمي لامانة محافظة جدة محمد بن عبيد البقمي أكد لـ”البلاد” بأن الامانة وبتنسيق مع الجهات المعنية تقوم بمتابعة وازالة كافة البسطات العشوائية الموجودة في الشوارع والطرقات وذلك من خلال بلدياتها الفرعية والموجودة في نطاق 19 بلدية فرعية واننا قمنا باكثر من 3 مرات بإزالتها وملاحقة هؤلاء الباعة بشكل مستمر وعلى الجميع التعاون مع الجهات ذات العلاقة في القضاء علي هذه الظاهرة لما فيها من مخاطر على المجتمع والجميع. واشار البقمي ان امانة جدة كانت قد ازالت العديد من البسطات المنتشرة في الشوارع والطرقات وتسلم كافة المواد الي الجهات المعنية وتوزيعها للجمعيات الخيرية ويجب علي الجميع المحافظة على انفسهم في اتباع كافة الاجراءات الاحترازية لسلامتهم وانها تأتي ضمن مبادرة الامانة في القضاء على الظاهرة. وأضاف أن الأمانة ممثلة في بلدية أم السلم أزالت حلقة خضار كيلو 14 العشوائية وذلك بسبب مخالفتها للإجراءات الاحترازية والمتضمنة اشتراطات لبس الكمامة والقفازات وعمليات التعقيم والتباعد ومخالفة شروط التعاقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *